كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش النظرية الاشارية اللسانية في ديوان سيد إبراهيم الطباطبائي ( ت 1319)
كتب/ إعلام الكلية :ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (النظرية الاشارية اللسانية في ديوان سيد إبراهيم الطباطبائي ( ت 1319) ) .هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة رسل سعد خضير ، وأشرف عليها الأستاذ المتمرس الدكتور علي عبدالله حسين ، إلى التعرف على النظرية الاشارية اللسانية في ديوان سيد إبراهيم الطباطبائي ( ت 1319) .توصلت الدراسة إلى أن الإشاريات من المفاهيم الرئيسة التي يقوم عليها الدرس اللساني التداولي، وهي من أقدم النظريات التي حاولت بيان ماهية المعنى، وأن هناك مصطلحات تبدو مترادفات لمصطلح الإشارة، ولكن بعد التدقيق والتمحيص يتبين أنها ليست كذلك، وثمة فروق بينها، والإشاريات تهتم مباشرة بالعلاقة بين التركيب اللغوي والسياق الذي تستعمل فيه، وترتبط الإشاريات بغيرها من العلوم؛ كعلم اللغة الفلسفي، وعلم اللغة المنطقي، وعلم اللغة الاجتماعي (اللسانيات الاجتماعية)، وعلم اللغة النفسي (اللسانيات النفسية)، وغيرها.وضحت الدراسة استحواذ المعنى في الدرس اللغوي على اهتمام علماء اللغة قديما وحديثا اعترافا بدوره الحيوي في تحقيق الوظيفة التواصلية للغة، وثمة فوارق كبيرة وفاصلة بين المعنى والدلالة، وقد اتضح ذلك من خلال دراسته في الفصل الأول، وأن هناك تفاعل وتقاطع بين العناصر النحوية والعناصر الدلالية؛ فكما يمد العنصر النحوي العنصر الدلالي بالمعنى الأساسي في الجملة الذي يساعد على تمييزه وتحديده يمد العنصر الدلالي العنصر النحوي كذلك ببعض الجوانب التي تساعد على تحديده وتمييزه، فبين الجانبين أخذ وعطاء وتبادل تأثيري مستمر، وأن المجاز والتأويل مأخوذ بهما عند بعض الفرق، ولكنه محكوم بضوابط وشروط ، وبالتمعن في إرثنا اللغوي العربي يُلحظ أن القدماء كانت لهم إسهامات قيمة في معالجة تلك الإشاريات الشخصية الموسومة عندهم بالضمائر التي تفطنوا إلى أنها تتسم بالخفاء والدقة واللطافة الدلالية بحيث لا يزول إبهامها إلا بتغلب السياق عليها، وتحكمه في تحديد محورها.بينت الدراسة أن العنصر الإشاري يسهم بالضمير على اختلاف صوره في تماسك النص، وسبكه، ومدّ جسور الاتصال بين الأجزاء التي قد تبدو متنائية متباعدة في النصّ، وأن الإشارة الزمانية هي التي تدل على زمان يحدده السياق بالنظر إلى زمان التكلم؛ فزمان المتكلم هو مركز الإشارة الزمنية في الكلام، والوظيفة الأولى للعناصر الإشارية للمكان هي وظيفـة مقاميـة؛ إذ هـي وسائل لغوية تعيّن بالإشارة الحسيّة ما هـو حاضـر فـي المقـام التخـاطبي، والإشاريات الاجتماعية تعتمد على السياق الاجتماعي الذي يحدد العلاقات المختلفة بين الأفراد المنتمين إلى مجتمع لغوي واحد التي تتضح من خلال الحوار في الخطاب، ويمثّل الشعر لدى الطباطبائي مادة غنية للدراسات التداولية لما فيه من قضايا لغوية وسياقية؛ فهو يحمل الكثير من القيم الاجتماعية التي جعلته قريبا من واقع الحياة اليومية بغض النظر عمّا تزدحم به القصيدة من صنوف الخيال الجزئي المختلفة التي تقود الى فهم أعمق للتجربة.