كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش التطورات السياسية في كمبوديا وأثر العامل الدولي فيها (1979 – 1999م)
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش التطورات السياسية في كمبوديا وأثر العامل الدولي فيها (1979 – 1999م)
كتب/ إعلام الكلية:
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (التطورات السياسية في كمبوديا وأثر العامل الدولي فيها (1979 – 1999م).
هدفت الدراسة التي ناقشها الطالب أحمد محمد حميد، واشرف عليها الأستاذ الدكتور هزبر حسن شالوخ إلى التعرف على التطورات السياسية في كمبوديا وأثر العامل الدولي فيها (1979 – 1999م).
توصلت الدراسة الى أن كمبوديا خلال المدة 1970-1975م كانت ساحة للقتال بين اطراف المعسكر الشرقي، فقد اندلع النزاع ما بين الخمير الحمر والفيتناميين الشيوعين، الذي تسبب بدوره بحدوث صراع فيتنامي صيني ضمن محور الصراعات الشيوعية في منطقة جنوب شرق اسيا، وعدت المدة (1975-1979م) من اصعب المراحل التي مرت بتاريخ كمبوديا، فهي المدة التي حكم فيها الخمير الحمر البلاد بزعامة الطاغية بول بوت الذي اتبع استراتيجية الابادة الجماعية التي استهدف منها تحويل كمبوديا الى مجتمع اشتراكي، الامر اسهم بوفاة قرابة مليوني كمبودي، وبعد الاحتلال الفيتنامي للبلاد عام 1979، تم تشكيل حكومة جمهورية كمبوتشيا الشعبية بقيادة هنغ سامرين، إذ عززت تلك الحكومة تعاونها مع فيتنام والاتحاد السوفيتي بهدف تحويل المجتمع الكمبودي الى مجتمع اشتراكي، فضلاً عن تغيير نظام الحكم آنذاك على وفق النسق الفيتنامي، وقد شهدت تلك الحكومة الوليدة كثيراً من التطورات مثل اصدار دستور جديد للبلاد عام 1981 وحصول الكثير من التغيرات الوزارية على مستوى الاشخاص.
وضحت الدراسة أن للدعم الدولي أثر هام جداً في تشكيل الحكومة الائتلافية لكمبوتشيا الديمقراطية عام 1982، لا سيما الصين وتايلند والولايات المتحدة الامريكية، إذ ان ذلك الدعم استهدف تقويض التوسع الفيتنامي والسوفيتي في منطقة الهند الصينية آنذاك، فضلاً عن الاطاحة بالحكومة الموالية لفيتنام خلال ذلك الوقت (حكومة هنغ سامرين)، وقد أسهم الضغط الدولي في حث الأطراف الكمبودية الأربعة المتصارعة إلى الجلوس على طاولة المفاوضات خلال المدة 1987-1989 عدة مرات متتابعة، وذلك لحل المشكلة الكمبودية، إذ ان اقتراب الحرب الباردة من نهايتها آنذاك، وحدوث جملة من المتغيرات في أوروبا الشرقية لا سيما الاتحاد السوفيتي الذي عانى من ضعف وعجز في مستوى ميزانية الدولة، واقتصاده الضعيف، وتورطه في افغانستان آنذاك، وانهيار جدار برلين، كل ذلك اسهم بدفع الاتحاد السوفيتي لممارسة الضغط على فيتنام للتعجيل بالخروج من كمبوديا عام 1989.
على الرغم من ان انتخابات عام 1993 اسفرت عن تشكيل حكومة جديدة في كمبوديا ذات نظام تعددي للأحزاب، الا ان الاحداث التي حصلت على الصعيد السياسي اثبتت ان ذلك النظام التعددي كان حبراً على ورق، وذلك بفعل هيمنة حزب الشعب الكمبودي على زمام الامور في البلاد، إذ انه اكتسب تلك الهيمنة من شعبيته الواسعة في معظم ارجاء الريف الكمبودي، فضلاً عن ذلك فان اعضاء الحزب كانوا من الشخصيات التكنوقراطية ممن درسوا في الخارج واكتسبوا خبرات علمية وفنية، كل ذلك هيئ لحزب الشعب الكمبودي السيطرة على مفاصل الدولة، الامر الذي جعل كمبوديا تبدوا وكأنها دولة ذات حكم شمولي (دولة الحزب الواحد).