
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الصورة الذهنية في الشعر العباسي
كتب/إعلام الكلية:ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى، أطروحة الدكتوراه في الادب العربي والموسومة بـ ( الصورة الذهنية في الشعر العباسي ) .هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة رغد إسماعيل حسين، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور سعد جمعة صالح، الى نقل الصورة الذهنية بما تحمله من تصورات الى ميراث الادب زعماً أنَّ أدواتها المعرفية يمكن ان تكشف عن رؤى جديدة في مجال الشعر يتألف فيه الفكر والحس، إذ جاءت دراسة الصورة الذهنية عند الشعراء العباسيين وما فيها من رؤى وأفكار ومشاعر بأسلوب واضح ولغة جميلة ذات دلالات عميقة مستعينين بمغذيات ثقافية ومعجم لغوي ثر .بينت الدراسة أن الشعراء في العصر العباسي قد أظهروا انتقالات توصف بغرائبية الصورة الشعرية وتفردها، وقد تكون غير منسجمة مع الواقع إلى حد ارتدت جلباب اللامعقول، فكانت الصورة الذهنية صورة غير مألوفة توحي بحالات ذهنية تتصل بالدهشة والتعجب والتنبؤ والحدس ، إذ تتنقل اللغة من حالة الوضوح إلى حالة الغموض والتأويل التي لا تصرح بشيء بسهولة، فالصورة الذهنية لها مداخل فلسفية وعقلية وسيكولوجيا تشكلت وفق خيال واسع وتراكم نفسي ومعرفي وذاكرة مختزنة بالذكريات والتجارب والخبرات، فيمكن أن نقول أنها انعكاس مطلق للحالة النفسية والوجدانية لذات الشاعر، فتبقى الصورة الذهنية تستجيب لمتطلبات القراء المتكررة فهي صناعة حالة عن شيء غير معلوم وتواكب التطور الحاصل على مستوى المناهج الفكرية والتطورات العامة عن الحياة.أكدت الدراسة أن المجاز احد مولدات الصورة الذهنية التي تثير الدهشة والانبهار وتستقر التفكير والتساؤل والاستشراف وتفتح مغاليق وتضيء الفكر البشري، فالشعر العباسي عبر تاريخه يرمي إلى التجديد والحداثة والظفر بمستويات متقدمة جداً في الرمزية والتنوع والتأويل، فالصورة الذهنية نتاج لتدفق الخيال والتعامل الخاص مع اللغة ترتبط بالتلاعب الذهني والصياغة المغايرة فيكون للفكر الأثر الأكبر في تكوينها والاستشراف من سمات الصورة الذهنية تنبع من الخبرات والتجربة والوعي والتنشئة، إذ كشفت الصورة الذهنية أن الخطاب الشعري العباسي مشحون بطاقة حجاجية عالية منحت المتلقي الإقناع والعلة والقياس فكان للتلاقح الفكري والثقافي والحضاري في العصر العباسي أثر كبير في انفتاح النص وتداخله واثره في تعددية المعنى والتأويل.أوضحت الدراسة أن الحقيقة والمجاز يلعبان دوراً في تكوين الصورة الذهنية وإعطائها صيغة من الإيحاء فيرتقي التصوير الذهني بالصورة الشعرية بأسلوب يجسم المتخيل عن المعنى الذهني والحالة النفسية وعن الحادث المحسوس، إذ تبقى الصورة الذهنية تستجيب لمتطلبات القراءة المتكررة وتختلف في كل عصر كما، إنّ اللغة التي يكتب النص الإبداعي هي من وحدات معجمية واحدة لكن الشاعر يتلاعب في مفردات اللغة ويبتكر صور ذات دلالات وإيحاءات ونبوءات تثير الجدل بين المبدع والمتلقي، فضلا عن إنّ تجربة التجديد في الشعر العباسي تؤسس تناغم مع المستقبل على ضوء فهم هادئ ومتزن للحاصل بين زمني الكتابة والقراءة على امتداد زمني، وإنّ الانزياح والمفارقة والعدول والمجاز كانت منبعاً انبثقت الرؤية الفكرية الجمالية منه • تفترض الصورة الذهنية إن اللغة ليست مجموعة من المفردات والجمل فقط بل هي مجموعة من الأفكار والذاكرة والتجارب ترتبط بشكل وثيق .





