
كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الصّورة الصّوفية في رواية قواعد العشق الأربعون لـ (إليف شافاق) وأثرها في الرّواية العربية (دراسة مقارنة)
كتب/إعلام الكلية :ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (الصّورة الصّوفية في رواية قواعد العشق الأربعون لـ (إليف شافاق) وأثرها في الرّواية العربية (دراسة مقارنة) .هدفت الدراسة التي قدمها الطالب فاروق سعد جمعة, وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور خالد سهر محيي, الى التعرف على الصّورة الصّوفية في رواية قواعد العشق الأربعون لـ (إليف شافاق) وأثرها في الرّواية العربية .توصلت الدراسة الى استنتاجات عدة كان منها أن الروائيون في الروايات المحددة حاولوا أن يزاوجوا بين طروحات التصّوف وبين ما هو ما بعد حداثي في وعاءٍ أقرب ما يكون للفلسفة الاجتماعية، وهو ما وضَعنا أمام إِشكاليّة المنهج، بين نظرية الرّواية وما بعد الحدّاثة التي لا تعمل بالمنهج قَدر ما تهتم بالنصّ السّردي, كما إنّ الذات الكونية في الرواية الما بعد حداثية هي ذات متغيّرة تبحث عنها في عصّر يمكن أن نسمّيه عصّر المتناقضات أو عصّر الذي لم يوجد فيهِ عصّر، إنهُ عصُر التيه بين أزمات الشرق والغرب، لتبقى الذات الغربيّة هي ذات مُتعاليّة ومتفوّقة على الذات الشَرقيّة التي تبقى بالنسبةِ للغربي مَطيّة تُحَقّق من خلالها الرّغبات وتمرير الأيدّيولوجيّات في شتى الطرق والأساليب, وإنَّ الصّورة الصّوفية الأدبية هي نوعٌ من أنواعِ الوعّي الأدبي؛ لأنها تجمع التاريخي بالمعنى الواقعيّ والسياسيّ وبقية العلوم الإنسانيّة الأُخرى بالاضافة إلى الخيال الاجتماعيّ؛ ولذلك جاءَ في الروايات “قواعد العشق الأربعون وحارس العشق الإلهي” لتبين للقراء أن التصّوف لم يبقَ بعيداً عن السياسّي أو الثقافيّ، بل راح يُكابد بمّا يَملك من معاولٍ روحيّة، ويُحارب النزّعات العرقيّة الضَيّقة، مُستمداً وجوّدهُ من مبدأ الإِنسانيّة الذي قامَ عليهِ، وتأصل بمفاهيّمهُ التي تنبذُ العنّصرية والتفرقة والنفعية التي طَغت على مجتمعٍ يُمكنُ وصّفه بأنه مجتمعٌ هش ومجزئ بفعل النظام العالمَيّ الجديّد، وبفعل أطياف ما بعد الحدّاثة التي سيطرت على كلّ شيءٍ ، وهو ما عجّل عودة التصّوف إلى الساحة الروائية بشكل نصّوص تحاكي العصر الراهن على غرار ما كانَّ موجوداً في القرن الثالثَ عشر، كسعيٍ من الروائيين في سَدّ الثغَرات التي أحدثتها فلسفة ما بعد الحدّاثة ومعها الهيمنة الغربية المادية على الشرق الروحي. الأمر الذي جعل من الصّورة الصوّفية توسع من أفق الثقافة والتفكير وتصحيح فهمنا للآخر ولذواتنا الشرقية.أكدت الدراسة إن الصّورة الما بعد حداثية تختلف وتتميز عن نظيرتها في العصر القديم التي كانت موافقة للتشبيّه والاستعارة، ففي عصر ما بعد الحداثة تعني المقاربة والمناظرة, وإنّ الأسطرة الزمكانية لها دور كبير وفاعل بل ومؤثر في ثيمة الصّورة الصّوفية لموسوعيتها تاريخياً ودينياً، ودمجها بين الثقافتين المؤثرة والمتأثرة, كما يمثل الحضور المرجعي للثقافة الصّوفية والدّينة في الصورة نقطه مفعمة ومثقلة بالإشارات والإحالات إلى لخلفيات الثقافية، ويمثل توظيف المرجعيات الدينيّة المقدسة فيها أبرز عناصر الصّورة الصّوفية، مما يجعل الصّورة متكئة على أيديولوجيات اجتماعية وثقافية مشكلة ما يسمى بـ (صِدام الحضارات) الذي يزداد أو يقل بحسب الثقافة المؤثرة.







