مناقشة
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش المقدمة وعلاقتها بالمتن في كتاب النقد الادبي
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ ( المقدمة وعلاقتها بالمتن في كتاب النقد الادبي _القرن الخامس الهجري مثالا ) .
وتهدف الدراسة التي تقدمت بها الطالبة ( حنين وسام جياد ) ، الى تضييق شق التباين الذي طغى على المقدمة وعلاقتها بالمتن في الزمن الذي مضى ، و إدراك الخيوط الرابطة بينهما ، والتعرف على المسارات النقدية في القرن الخامس الهجري, ثم الوقوف على موضوع العتبات النصية كون المقدمات فرع من هذه العتبات .
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابرزها ، ان العتبات النصية وردت في أغلب المعاجم بمعنى أوائل كل شيء وبداياته, أي أنها ما يحيط بالنص من مؤهلات تساعدنا في الدخول إليه, وقد تطور مفهوم العتبة النصية عند المحدثين على أنها كل ما يحيط بالنص, ولم تقتصر على العتبات الأولية بل تضم حتى الخاتمة, والذيول, والهوامش, والملحقات, والعناوين الداخلية عند المحدثين, وقد عرفت بمصطلحات عدة كالنصوص المصاحبة, والنصوص الموازية, وسياجات النص, إلا أن مصطلح (العتبات النصية) هو الاكثر شيوعاً وتداولاً ، وان أغلب المعاجم العربية اتفقت على أن معنى المقدمة هو أول كل شيء وبدايته, أما اصطلاحاً فهي مقال طويل فيه أهم المبادئ التي سيقوم عليها المؤلف, كما انها العتبة الشارحة للكتاب الأكثر أهمية من باقي العتبات الاخرى، وان المقدمة عرفت قديماً بمصطلحات عدة قبل أن تستقر على مصطلح (المقدمة) كالخطبة , والصدر, وأول الكتاب أما نشأتها فكانت بدايات بسيطة يفتتح الكاتب كتابه بقوله (باسمك اللهم) ثم يبدأ حديثه عن الغرض الذي يرمي إليه إلى أن تطورت في العهد النبوي, ثم لتصل في القرن الثالث الهجري ففيه شهدت نضوجاً في التأليف, ووعياً بالغرض منها, والماماً بعناصرها الضرورية .
وبينت الدراسة ان المقدمة تعد نقطة الانطلاق نحو العمل الأدبي ، لذلك لا يمكن أن نغفل عنها , وعن أهمية الأثر العلمي الذي تؤديه , وقد اولاها القدماء أهمية كبيرة وتحدثوا عن أهمية أن تكون البداية لطيفة ذات الفاظ حسن لأنها السبيل الذي يوصل إلى ما بعدها ، أما حديثاً فقد أدرك النقاد أثرها الفاعل في التأليف , وإنها لم تعد وظيفتها جمالية فحسب, بل إنها تواصلية وثقافية تعكس شخصية المؤلف, ولها دورها عند المؤلف كما عند القارئ فتعد المحور الدفاعي عنه بما يقدم من مبررات في مقدمته . وإن أهم الوظائف التي تؤديها هي تحقيق عبور القارئ من خارج النص إلى النص, وهذا العبور يكون مشحوناً بمعلومات تقدمها المقدمة لخدمة النص والقارئ معاً ، وان للكتب المختارة في القرن الخامس الهجري جانباً نقدياً مميز راح فيه النقاد والأدباء يوضحون شهرتها, وفائدتها لكل من أراد أن يبحث في التراث العربي بوصفها تمثل فترات فكرية, وعلمية ناضجة في مختلف المسائل, والقضايا النقدية، اما عن العلاقة بين المقدمة والمتن في هذه الكتب فقد كانت نسبية, وليست مطلقة فليست كل المقدمات طابقت المتن بشكل نهائي, ومن ذلك مقدمة الامتاع والمؤانسة, والهوامل والشوامل, فهي مقدمات حوار بين طرفين وبمثابة رسالة موجهة الى شخص معين فما ذكر في مقدمة الامتاع والمؤانسة لم يكن وعوداً للقارئ, وإنما هي حديث قديم دار بين التوحيدي, وصديقه, ونصائح عامة, وحوارات وجدنا منها في المتن ،أما الهوامل والشوامل , فقد طبق مسكويه في المتن ما أشار إليه في المقدمة من شروط ، وختمت أكثر مقدمات القرن الخامس الهجري بخواتيم قصيرة أعلن فيها مؤلفوها إتمام كتبهم, ووجدنا في بعض تلك الخواتيم علاقة تربطها بالمقدمة الأصلية .
نشر : م.مبرمج مواهب عبد الرسول سلمان | مسؤولة الموقع الالكتروني| بقلم: اعلام الكلية