مناقشة طالبة الماجستير (مروة هاشم حسن)
مناقشة
أجريت مناقشة طالبة الماجستير (مروة هاشم حسن) قسم اللغة العربية/تخصص الأدب عن رسالتها الموسومة بـ (التشكيل الاستعاري في حماسة أبي تمام(ت 231 هجري) دراسة تحليلية) في يوم الاثنين الموافق 4/5/2015.
وتألفت لجنة المناقشة من :-
– ا.د شاكر هادي حمود جامعة القادسية/كلية الآداب رئيسا
– ا.م.د نوافل يونس جامعة ديالى /كلية التربية للعلوم الإنسانية عضوا
– ا.م.د زينة عبد الجبار الجامعة المستنصرية/كلية التربية عضوا
– ا.د فاضل عبود جامعة ديالى/كلية التربية للعلوم الإنسانية عضوا ومشرفا
وبعد المداولة والمناقشة حصلت الطالبة على تقدير(جيد جداً).
وقد خلصت الدراسة إلى أن الاستعارة في أدق تعريفاتها: ((أن تذكر أحد طرفي التشبيه وتريد به الطرف الآخر، مدّعياً دخول المشبه في جنس المشبه به، دالاً على ذلك بإثباتك للمشبه ما يخصّ المشبّه به)) شُغلت البلاغة العربّية بالاستعارة منذ وقت مبكّر من تاريخها، وتاريخ النقد العربي القديم, فقد أعجب بها أبو عمرو بن العلاء (ت155هـ) حين اطلع على استعارة ذي الرُّمة .أنّ الاستعارة تغطي مساحة واسعة من متن حماسة أبي تمّام، وهذا يعني أنّ الاستعارة بوصفها فناً بلاغيّاً تتغلغل في نصوص الحماسة، وتشكلاتها الصورية، وهذا ليس بالغريب على الاستعارة نفسها، والشعر العربي، فالاستعارة كما هو معلوم واجهة من واجهات الشعر التي تعمل على تلوين الخطاب الشعريّ، والعدول بدلالاته من الحقيقة إلى المجاز. وقوع الاستعارة في كلّ أبوب الحماسة، ولكنّ توزيعها على أبواب الحماسة غير متساوٍ إذ نرى أنّ باب الحماسة مثلاً يفيض بالاستعارات؛ لكثرة الموضوعات التي عالجها، وما تضمن من أبيات تعبّر عن تلك الموضوعات، وجامع الحماسة كان في قمة نشاطه، وحماسه وهو ينتخب الأشعار ذات النَّفَسِ الاستعاري لذلك جاء باب الحماسة بهذا الشكل، في حين أنّ هناك أبواباً أخرى قلّت فيها الاستعارة بشكل واضح، ويمكن لأي متلقٍ له علم، ودراية، ومعرفة بعلوم البلاغة أن يلحظ ذلك ففي باب المُلح، وباب مذمة النساء مثلاً تضاءلت أعداد الاستعارات، وهذا يعود إلى أنّ هذه الأغراض الشعرّية، أو الموضوعات ممّا يقل فيها الأجراء الاستعاري ؛بسبب إقترابها من حقائق الأشياء، وإنتفاء الرؤية المجازيّة لها , أو ندرة الحاجة إليها.أغلب الاستعارات في الحماسة كانت مكنيّة وعددها (681) وقد جاءت هذه الاستعارات بهذا العدد؛ حاملة غموضاً، وقدرة على إثارة مخيلة المتلقي؛لما فيها من جمال يدفع به إلى التأمل، والتفكير، وربما تأويل المعنى، أو الرجوع إلى المعجمات لفهم ما تحمل من معانٍ جمةٍ ، فضلاً عن أنّ الاستعارة المكنيّة قريبة إلى ذوق جامع الحماسة أكثر من غيرها لما تحمل من غرابة يعشقها أبو تمّام، إذ عُرف بها أسلوبه الشعريّ، في حين أنّ الاستعارات التصريحية التي وردت في الحماسة بلغ عددها) عشر) استعارات امتازت بالوضوح، والمعنى المباشر، وبهذا فإنّ هذا النوع من الاستعارة بعيد عن ذوق أبي تمّام كل البعد.