
لية التربية للعلوم الانسانية تعقد ندوة عن دور العشائر في قيام ثورة العشرين
كلية التربية للعلوم الانسانية تعقد ندوة عن دور العشائر في قيام ثورة العشرين واثرها في استنهاض همم الرجال في قواتنا الامنية والحشد الشعبي لمواجهة الدواعش المجرمين
برعاية السيد عميد كلية التربية للعلوم الانسانية الاستاذ المساعد الدكتور نصيف جاسم محمد الخفاجي ، عقد قسم التأريخ بالتنسيق مع شعبة التطوير والتعليم المستمر في الكلية ، ندوة بشأن دور العشائر العربية في جنوب العراق ووسطه في قيام ثورة العشرين .
وتهدف الندوة التي قدم لمحاورها معاون العميد للشؤون العلمية الاستاذ المساعد الدكتور عبد الرحمن ادريس صالح ، الى تسليط الضوء على دور تلك العشائر العراقية الاصيلة في الحركة التحررية قديما وحديثا ، وموقف رجال الدين والزعماء المحليين في ثورة العشرين ، والدور الذي ادوه في مواجهة الاحتلال ، الامر الذي عكس صور تاريخية مشرقة ، غدت نبراسا ينير دروب الوطنيين العاقدين العزم على مواجهة التحديات الارهابية التي تواجه وطننا العزيز ، ووقفتهم المشرفة في مقارعة الدواعش المجرمين .
واكد معاون العميد أن الهدف المركزي لثورة العشرين، تمثل في تطلع العراقيين إلى الاستقلال والحرية، وإلى التخلص من السيطرة الأجنبية البريطانية ، أي في النضال من أجل إقامة الدولة العراقية المستقلة ، وهي مفاهيم حديثة – بطبيعة الحال – لم تكن مألوفة في حياة العراقيين قبل ذلك التاريخ ، فجلُّ ما كان يطرحه العاملون في الحقل السياسي في ذلك الوقت، كان مقتصراً على الحصول على الحكم اللامركزي في إطار الدولة العثمانية. فإنها ولأول مرة تعيش في جوّ من التعاون والتنسيق لصالح فكرة الخلاص من الهيمنة البريطانية ، وقد برز لأول مرة في تاريخ العراق دورُ شيوخ الدين المتميز في النشاط الجهادي كما في معارك البصرة، ومعارك التعبئة لثورة العشرين ، وتجلت أهمية شيوخ الدين في قدرتهم على التأثير على شيوخ العشائر وأفرادها، وفي تمكنهم من توحيد كلمتهم وجمع شملهم حول مطالب معينة ، يتوجهون بها إلى سلطات الاحتلال البريطانية ، وضربت الأوساط الدينية الوطنية وشيوخ العشائر والسياسيين الوطنيين في العاصمة النموذج المتميز في المشاركة ، ولاسيما من جانب المثقفين وشيوخ الدين . وقد تجلت نشاطات هذه القوى الاجتماعية السياسية، في فعاليات الأحزاب والجمعيات السياسية، التي تشكلت في العقد الثاني من القرن العشرين، وعمدت هذه الأحزاب إلى شرح الأهداف السياسية للفئات الاجتماعية المختلفة، ثم طرحتها في شعارات محددة بغية تعبئة الناس وتحريك الشارع في سبيل انتزاع الاستقلال ، ورفعت شعار استقلال العراق ومقاومة الاحتلال الأجنبي.
وبدلاً من الاستجابة لمطالب العراق، ومراعاة مشاعر الشعب، ورغبته في الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية ، أصدرت عصبة الأمم قراراً مجحفاً أثناء انعقاد مؤتمر سان ريموا بتاريخ 25 نيسان 1920 ، وضع بموجبه العراق تحت الانتداب البريطاني ، وكان هذا القرار بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وفجرت الثورة في حزيران / من نفس العام .
وتوصلت الندوة الى ان استذكار ماضي اجدادنا العظام ، ودورهم في رفد الحركة الوطنية ، ويستنهض همم الرجال في قواتنا الامنية والحشد الشعبي ويرفع من معنوياتهم وهم يخضون حربا مقدسة ضد مجرمي داعش ، مع التأكيد على اللحمة الوطنية ونبذ الطائفية المقيتة في الوقت الذي نمجد فيه الطوائف والعشائر التي شاركت في تلك الثورة العظيمة ، ورفد ودعم قواتنا الامنية والحشد الشعبي في دفاعهما عن ارضنا من دنس الدواعش .
واوصت الندوة باستلهام الدروس والعبر من ثورة العشرين ونتائجها المهمة التي انتجتها ومازال العراق يدين لأبطالها بالفضل في تأسيس الدولة العراقية ، والاستفادة من تجربة الاحتلال البريطاني للعراق وعواقبها وتداعياتها، يمكن لها أن تقدم درساً حياً للمجتمع العراقي في المرحلة الراهنة .
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية