
كلية التربية للعلوم الانسانية تقيم حلقة نقاشية في ثقافة الاعتذار
كلية التربية للعلوم الانسانية تقيم حلقة نقاشية في ثقافة الاعتذار
كتب / اعلام الكلية :
اقامت الوحدة الارشادية في كلية التربية للعلوم الانسانية، حلقة نقاشية في ثقافة الاعتذار .
وتهدف الدراسة التي بحثت فيها الاستاذ المساعد الدكتور ( سميعة علي حسن ) ، الى تسليط الضوء على ثقافة الاعتذار ، والتعرف على مدى حضارية هذه الممارسة التي تتسم بالشجاعة والرقي .
واوضحت الدراسة ان طبيعة الانسان الخطأ ، ويتميز العقلاء بالعودة للصواب ويرتقي الانسان ويتميز بقدرته على الاعتذار لمن أخطأ بحقه وأن كان اصغر منه عمرا أو مكانة ، والاعتذار يمثل مظهرا حضاريا وهو انعكاس لمستوى النضج والثقة بالنفس ، ورغم سمات الشجاعة التي يتصف بها مجتمعنا ، ورغم ثقافتنا الإسلامية التي تؤكد على التوبة ، إلا أن أغلبنا تغيب عن ممارساته الاجتماعية ومضامين علاقاته الاجتماعية ( ثقافة الاعتذار ) ، إذ يعتبرها البعض شكلا من أشكال الضعف رغم أن الاعتذار لا يقوم به إلا من يملك مستوى عاليا من الشجاعة الادبية .
وركزت الدراسة على مستوى الاحترام بين المعلم والتلميذ ، فيما لو اعتذر المعلم لتلاميذه عن خطأ غير مقصود وارتقى بعلاقته معهم إلى حيث تكون الثقة مسار التواصل ، ماذا لو اعتذر الأستاذ الجامعي لطلبته في موقف أو آخر .. رائع لو استطاع الأب أو الأم أن يدرك أن اعتذاره لأبنائه لا يهز مكانته بل يعمق جذور الحب والاحترام ، لأن ثقافة الاعتذار ممارسة نحتاج كثيرا لأن تكون جزءا من تكوين علاقتنا الاجتماعية بحيث نمارس الاعتذار بكل أريحية ودون تردد أو شعور بالخجل أو اعتباره ممارسة ضعف .
واوصت الدراسة بضرورة اشاعة ثقافة الاعتذار تبدأ من مدارسنا وجامعتنا عبر ممارسات القدوة ، لأنها ثقافة مهمة قد لا يغرسها البيت وهو مقصر فيها ، فالمدرسة مؤسسة تنشئة اجتماعية تعالج نواقص الأسرة خاصة في ثقافات ربما تغيب عن الأسرة مثل ثقافة الاعتذار وثقافة احترام الرأي الآخر ، مع ملاحظة أن أسرنا تنعم برصيد كبير من القيم الجميلة والأصيلة ، ولكن نحتاج أن نغرس قيما أخرى تضيف لنا كمجموعة وكأفراد الكثير من الجمال ، والأجمل لو ارتقت ثقافة الاعتذار لمستوى أسمى بحيث لا نقع في الخطأ ، وخاصة تلك الممارسات غير الحضارية .