
كلية التربية للعلوم الانسانية تقيم محاضرة علمية في ثقافة الاعتذار والتسامح وعلاقتها بالشخصية التربوية
كلية التربية للعلوم الانسانية تقيم محاضرة علمية في ثقافة الاعتذار والتسامح وعلاقتها بالشخصية التربوية
اقام قسم العلوم التربوية والنفسية في كلية التربية للعلوم الانسانية محاضرة في ثقافة الاعتذار والتسامح وعلاقتها بالشخصية التربوية .
والقى المحاضرة التي اقيمت بالتنسيق مع مديرية تربية ديالى – مديرية الاعداد والتدريب الاستاذ الدكتور هيثم احمد الزبيدي ، إذ قال ان الاعتذار عن الخطأ والسهو والتجاوز السلوكي، وألزم كلاً من المعتذر والمعتذر له بآداب وسلوكيات تجسد قيم التسامح والعفو والرحمة ، وان فضيلة الاعتذار تؤكد اتزان شخصية صاحبها، وحسن تربيته ، فيقول: لا شك أن الاعتذار عن الأخطاء والتجاوزات أدب رفيع يؤكد نبل من يقدم عليه ، ويبرهن على حسن نواياه ، وصدق مقصده ، وفضيلة الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه تعد أحدى مظاهر الأخلاق النبيلة ، وبرهان صدق للقلوب الحية، وسجية محمودة .
واوضحت المحاضرة ان ثقافة الاعتراف بالخطأ والرجوع إلى الحق لو كانت فضيلة متأصلة في مجتمعاتنا المعاصرة لجنبتنا الكثير من المشكلات والأزمات على المستويين الفردي والأسري ، فكم من أشخاص دفعوا حياتهم ثمنا لعنادهم وإصرارهم على مواقف خاطئة، وكم من أسر دفعت أثماناً باهظة لتهور بعض أفرادها وإساءاتهم لآخرين من دون أن يبادر الحكماء والعقلاء إلى الاعتراف بالخطأ ثم الاعتذار ، وان الاعتراف بالخطأ يعد سلوك الأقوياء الذين يمتلكون شجاعة الرجوع إلى الحق والاعتراف به، وينبغي أن يتم الاعتذار من دون تعالٍ أو تلاعب بالكلمات وتحريف للمعاني كما يفعل البعض، فالاعتذار اعتراف واضح بالخطأ، ودليل على قوة الشخصية التي تقدر أن الوقوع فيه لا يعني أن الشخص سيئ أو أنه فاشل بل هو إفصاح عن سوء الاختيار أو إخفاق في اختيار التصرف السليم .
وبينت المحاضرة أن ثقافة الاعتذار لها منابع عدة، وحتى إذا فُقدت هذه المنابع لابد و أن يخلق الشخص ثقافة الاعتذار في شخصيته، فعندما ينشأ الشخص في منزل لا يقدم فيه أحد اعتذار على أخطائه بالتأكيد سينعكس هذا على شخصيته بالسلب ، وترتبط ثقافة الاعتذار أيضا بالمجتمع والمدرسة والجامعة فالبيئة المحيطة بالشخص تساهم في تكوين ثقافة الاعتذار لديه ، كما أن للدين أيضا دورا أساسيا في تكوين هذه الثقافة لدى الشخص لما يحمله من مبادئ كثيرة تحث على التسامح ،وكيفية تقديم الاعتذار قبل أن يبدأ الشخص في تقديم الاعتذار عليه أن يؤهل نفسه أولا، وبالتأكيد ذلك سينعكس عليه في أثناء تقديم الاعتذار وسينعكس أيضا على الشخص الآخر الذي يُقدم له الاعتذار، فعلى الشخص أن يتحمل مسئولية جميع الأفعال التي يقوم بها لما تحمله من حسنات وسيئات، فلابد أن يحاسب نفسه في البداية على ما ارتكبه من خطأ ويعترف بأخطائه حتى لو كانت تلك الأخطاء بسيطة لا قيمة لها أمام ما ارتكبه الشخص الآخر من أخطاء، وذلك من أجل أن يكون الاعتذار نابعا من أسباب منطقية مقنعة بالنسبة له وبالنسبة للشخص الآخر.