
اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش القصيدة الجاهلية بين المكون الثقافي والأداء الشعري
اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش القصيدة الجاهلية بين المكون الثقافي والأداء الشعري
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (القصيدة الجاهلية بين المكون الثقافي والأداء الشعري ) .
وتهدف الدراسة التي قدمها الطالب ماجد يعقوب نجم ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور اياد عبد الودود عثمان ، الى التعرف على المكون الثقافي ومتعلقاته في القصيدة الجاهلية وتأثير هذا المكوّن في الأداء الشعري في القصيدة الجاهلية بوصفها الفني المتكامل , ومحاولة رصد المتغيرات التي تطرأ على ذلك النص , وإعادة النظر فيه على مستوى علاقاته بالإرث الثقافي , الذي تفرضهُ مجموعة من الآليات متمثلة بالعرف والتقاليد والأنساق التي كانت تتحكم في البيئة التي أنتجت تلك القصيدة قولاً وأداءً.
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها إن الأدب الجاهلي يقدم لنا صورة قريبة من الذات الإنسانية وما يختلجها من صفات وأفعال وطبائع ، وان الشعراء الكبار يصنعون بثقافتهم مناخ العصر نفسه وينقلون تصوراتهم في قصائدهم فتشكل رؤياهم في صورهم التي تُسهم في إظهار بناء القصيدة المعبرّ عن واقعهم الثقافي، وإن العمل الأدبي الذي مثلته القصيدة الجاهلية يبدأ باللحظة اللغوية ويمر باللحظة التاريخية الفلسفية، واهتمّ العرب في الجاهلية بأدبية الكلام وما يحول اللغة إلى عوالم الإبداع والتأثير لذلك وعوا ماهية البناء وعلاقته الجدلية مع المضمون، وفسَّرت القصيدة الجاهلية لنا إن الثقافة مفهوم ينبع من الذات , فهي ليست صفات وتعاليم تنغرس من الخارج بل هي نتاج فطري أزلي يحمله الإنسان ساعياً من أجل حمل القيم الفاضلة من الخير والعدل والمعارف وغيرها.
وبينت الدراسة إن مفهوم الثقافة لا يمكن حصره , ولكن يمكن تفسيره من جانبين أحدهما مادي يتمثل بما خلفته القوى البشرية من صروح وأبنية, وثانيهما غير مادي وهو ميدان هذه الأطروحة المتعلق بالجانب الاجتماعي والثقافي المرتبط بالعقائد والتقاليد والأفكار واللغة ومتعلقاتها ، وبلغ العربي في الجاهلية مرتبة رفيعة من البلاغة والفصاحة والبيان وقد أثبت القرآن الكريم هذه المكانة التي تمتع بها العرب آنذاك في أكثر من موضع، وصَوَّرَتْ القصيدة الجاهلية الحياة الثقافية وشملت مفاصل الحياة بما يملكه الجاهليون من معرفة ومعتقد وفن وخلق رفيع وقانون قبلي صارم وعادات حتمت على أبناء القبيلة اتباعها والسير على نهجها؛ فالثقافة والأخلاق مفصل رئيسي من حياتهم وجاءت الرسالة النبوية لتعديل ما خالف نهجها الصحيح القويم.