
بحضور السيد رئيس جامعة ديالى
بحضور السيد رئيس جامعة ديالى
كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش رسالة ماجستير في شروح شواهد المفصل – دراسة موازنة
بحضور السيد رئيس جامعة ديالى الاستاذ الدكتور عباس فاضل جواد الدليمي ، ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ ( شروح شواهد المفصل – دراسة موازنة ) .
وتألفت لجنة المناقشة من الاستاذ المساعد الدكتور نصيف جاسم محمد الخفاجي من كلية التربية للعلوم الانسانية جامعة ديالى رئيسا ، وعضوية كل من الاستاذ المساعد الدكتور باسل محمد محيي الدين من كلية الآداب الجامعة المستنصرية ، الاستاذ المساعد الدكتور محمد صالح ياسين من كلية التربية للعلوم الانسانية جامعة ديالى ، والاستاذ المساعد الدكتور حسين ابراهيم مبارك من كلية التربية للعلوم الانسانية جامعة ديالى عضوا ومشرفا .
وتهدف الدراسة التي قدمها الطالب محمد عيسى جعفر ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور حسين ابراهيم مبارك الى دراسة شروح شواهد واحداً من اشهر النحاة وهو جار الله الزمخشري في سفره الخالد (المفصل في صنعة الاعراب ) الذي يمثل مرحلة من مراحل تطور النَّحو البصريِّ في البحث والتَّأْليف .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها إِنَّ المفصَّل سفرٌ نحويٌّ خالدٌ يمثلُ مرحلة من مراحل تطور النَّحو البصريِّ في البحثِ والتَّأْليف ، وتقسيم الأَبواب، والثَّورة الفكريَّة الَّتي انبثقتْ حولَهُ من شروح لَهُ بشكل عام ، ولشواهدِهِ بشكلٍ خاص ، وما شروحُهُ ، وشروحُ شواهدِهِ ، والحواشي ، والمختصرات الَّتي وضعت عليهِ ، وغيرها من نتائج الفكر المتحصلة عنه دلالة واضحة على منزلتِهِ الرَّفيعةِ بين كتبِ النَّحويِّ ، ولقد لاقت شواهد المفصَّل ولاسِّيما الشِّعريَّة منها عنايةً فائقةً من لَدُن النُّحاة ، فراحَ بعضهم يشرحها ، ويبيِّنُ موطن الشَّاهد فيها ، ويذكر ما يدور حولها من خلافات نحويَّة وأَوجه إِعرابيَّة متعددة ، فسلكَ كلُّ نحويٍّ مسلكاً خاصّاً بهِ في التَّعاملِ مع شواهدِ المفصَّل بين الإِيجازِ ، والإِطنابِ ، فأَضافت شروح شواهده إِلى المكتبة النَّحويَّة كتباً لا يمكن للباحث الاستغناء عنها .
واوضحت الدراسة ان شُرَّاح شواهدَ المفصَّلِ لم يكتفوا بشرحِ الشَّاهدِ ببيان موطنِهِ الاستدلال فيهِ فحسب ، وإِنَّما كانوا يعززونَ شرحهَمَ لَهُ بشواهد شعريَّة ونثريَّة ، هذهِ الظَّاهرة طاغية على شروحِهمِ ، إِذ كانوا يعضدونَ صحةَ ما استدلَ بهِ الزَّمخشريُّ بالقرآن الكريم ، أَو بكلامِ العربِ نثراً ونظماً ما خلا الجُرجانيُّ الَّذي كان أَقلَّهم عنايةً بهذهِ الظَّاهرة ، إِذ اكتفى بتعزيز شاهد الزَّمخشريِّ بالشَّواهدِ القرآنيَّة دون غيرِها ، ومَردُّ ذلك يرجعُ إِلى منهجِهِ الَّذي بناهُ على الإِيجازِ من خلالِ تصريحِهِ بذلكَ في مقدِّمتِهِ ، وأَلزمَ نفسَهُ حتَّى نهاية الكتابِ .
وكشفَ البحثُ أَنَّ أَبرزَ ما يميزُ منهجَ الشُّرَّاحِ أَنَّهم كانوا يستنبطونَ من شاهدِ الزَّمخشريِّ استدلالات أُخر ؛ إِذ لم يكونوا يكتفونَ بشرحِ ما أَوردَ فحسبُ ، وإِنَّما كانوا ينبهونَ على مواطن للاستدلالِ غفلَ عنها المصنف أَو لم يُشِرْ إِليها عمداً ، فكانوا يذكرونَ كُلَّ ما يمكن أَن يبنى من قواعد تتعلق بالشّاهدِ الَّذي يشرحونَهُ ، ولقد اعتمدَ الشُّرَّاحُ في تصانيفِهِم على كثيرٍ من مصادر البصريينَ والكوفيينَ الَّتي سبقتهم ، وقد سلكوا في التَّعاملِ معها طرائقَ مختلفة ، فكان الخوارزميُّ ينقلُ عنها بطريقة النَّقلِ المباشرِ أَو غيرِ المباشر ، وأَعني بغير المباشر نقل المعلومة عن طريقِ مصادر أُخرى لا عن المصدر الَّذي أَوردَها ، في حين بنى الجُرجانيُّ منهجَهُ على النَّقلِ من المصادر بتصرفٍ .