
أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش مشكلة الطوارق وأثرها في الاستراتيجيات الاقليمية والدولية
أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش مشكلة الطوارق وأثرها في الاستراتيجيات الاقليمية والدولية
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (مشكلة الطوارق وأثرها في الاستراتيجيات الاقليمية والدولية – دراسة في الجغرافية السياسية ) .
وتهدف الدراسة التي تقدم بها الطالب فتيان علي مهدي ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور عبد الامير عباس عبد ، الى كشف الغطاء عن الغموض الذي يحيط بقبائل الطوارق كشعوب ، ولفتح افاق ودراسات مستقبلية مضافة لتاريخ وجغرافية الطوارق في القارة الأفريقية .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان المعاناة الكبيرة التي فرضتها الطبيعة القاسية في الصحراء جعلت الطوارق رجالات الصحراء واعلامها ، وقد سعت السلطات المالية الى طمس ثقافة قبائل الطوارق من خلال فرض ثقافة اجنبية دخيلة عليهم ، اذ لا يوجد تمثيل للطوارق على المستوى الاداري السياسي في شمال افريقيا , وذلك بسبب التهميش من قبل السلطة الحاكمة في مالي والنيجر، وان انهيار الدولة الليبية وسقوط نظام الرئيس السابق الراحل معمر القذافي وسيطرة الطوارق العاملين في ليبيا على الاسلحة العائدة من النظام الليبي السابق , شجع الطوارق على المطالبة بالاستقلال .
وبينت الدراسة ان الطوارق عانوا منذ استقلال مالي عن الاستعمار الفرنسي منذ أكثر من خمس عقود من القتل وحرق قرى بأكملها , وذلك لأبادتهم جميعا ، وكان لتفاقم مشكلة الطوارق لها اثارها على دول المنطقة برمتها , و خاصة تخوف الجزائر من هذه المشكلة ووفود اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين اليها طوال فترات النزاع في مالي والنيجر ، وتعد منطقة الصحراء والساحل الافريقي من المناطق الواسعة والشاسعة والمهمة جيوسياسيًا ، وكان ودور الطرف الخارجي (الاحتلال) واضحًا للعيان حتى وإن تغير شكل التنافس الدولي وأساليبه وآلياته الاقتصادية ، اذ قامت الدول الغربية بتأزيم الأوضاع في هذه المناطق من اجل مصالحها.
واوضحت الدراسة ان لتوفر الاحتياطات الضخمة من الموارد ذات البعد الاستراتيجي ، خصوصًا النفط والغاز واليورانيوم ، جعل الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والصين ، ان يستعملوا كل المبررات لوضع موطئ قدم لها في المنطقة لاستغلال هذه الثروات المتاحة بأبخس الأثمان ، ولا يمكن النظر إلى الصحراء والساحل الافريقي بأنه منطلقًا للمخاطر والتحديات الأمنية ، ولكن الفراغ الذي تعيشه المنطقة جعلها أرضًا خصبة لبروز تلك المخاطر ، والتي حلت محل البعد التنموي والإعمار، وإن تردي الأوضاع في منطقة الصحراء والساحل الأفريقي ،سببها السلطات الحاكمة التي لم تراعِ ظروف شعوبها ، مما انتج عدم الاستقرار الداخلي للدولة ، وهذا ما شجع القوى الأجنبية بالتدخل في شؤون هذه الدول .