
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية ينشر دراسة في صحيفة القدس العربي
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية ينشر دراسة في صحيفة القدس العربي
نشر التدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية الاستاذ المساعد الدكتور خالد علي ياس دراسة في (المستوى الثالث) مدخل سوسيولوجي لنقد النّقد المنشور في صحيفة القدس العربي بعددها الصادر في (31/8) .
وجاء في الدراسة ان الحديثَ في قضية (نقد النقد) برؤية معرفية سوسيولوجية ، يوجب بالضرورة النزوع نحو مستوى آخر من أساليب تحليل الخطاب، بمعنى أنه لا بد من الانتقال من مستويين سابقين، هما مستوى (النص الأدبي)، ومستوى (النص النقدي) إلى مستوى ثالث مغاير في الرؤى والمفاهيم والتصورات والإدراك ، أي العمل على تفكيك الأخير ـــ النص النقدي ــ ثم الوصول من خلاله ليس للإبداع الأدبي والجمالي الدال عليه فقط ، بل للمعرفة السوسيولوجية والإنسانية ، التي تَمَثلها من وعيين سابقين ــ وعي الأديب ووعي الناقد ــ انطلاقا من مقولات أو أدوات قارة، تسهم في بنية المستوى الثالث للعملــــية الإجرائية للإبداع ممثلا في (نص نقد النقد)، ولعلنا إذا استعرنا مصطلح رولان بارت (لغة اللغة)، فإنه سيكون دالا على ما نبتغيه هنا، فالمستوى الثالث يمثل اللغة النقدية القادرة على تفكيك لغة نقدية سابقة، وليس اللغة النقدية الناشئة على أديم اللغة الأدبية فقط، فما هي مقولات/أدوات المستوى الثالث؟ وكيف تتمظهر المعرفة السوسيولوجية فيها؟ .
وأكد الكاتب على مصطلحي (مقولات /أدوات) في حقل نقد النقد، لما لهذا الحقل من كيان معرفي ومبادئ ثابتة، يمكن أنْ تعين المعني به على إنجاز ما يروم إليه، بأسلوب علمي رصين، ولكي نحددَ المقولات والأدوات المستفهم عنها، يجب أولا تحديد عوامل مساعدة أساسية ومهمة للبدء بالعملية الإجرائية مثل معرفة (الرؤية العامة)، وهي تدور في إطار النقد الأدبي، ثم الانطلاق من أسس ومبادئ (الموضوع المدروس) وهو المعرفة السوسيولوجية والأيديولوجية وآليات استثمارها في تحليل النص، ثم الركون إلى (المصطلحات النقدية) الدالة على الموضوع المدروس، ضمن التجارب النقدية التي أخذتْ على عاتقها مبدأ نقد النقد برؤية سوسيولوجية، اعتمادا على أسس ثابتة مثل (الارتباط الفكري للمنهج) وفق التحولات من مرحلة ما قبل الحداثة إلى مرحلة ما بعد الحداثة، وكذلك (وعي الناقد) الذي انطلق منه لتحليل النص الأدبي المدروس، بحثا عن أساس معرفي معقول، ثم (طبيعة النص الأدبي) المدروس أصلا في المستوى الأول من العملية جميعا؛ لهذا تحتاج دراسةُ المستوى الثالث التمسكَ بثلاثة اتجاهات هي (اتجاه الميتاـ نص) أي الاتجاه المتعلق بما وراء النص النقدي نفسه، من تداخلات مع نصوص أخرى.
ومما تجدر الإشارة إليه أيضا، مرة أخرى، أن البنية السوسيولوجية في علاقتها بالمستوى الثالث (نقد النقد)، تكون متغيرة حسب وعي الناقد ورؤيته المعرفية، فقد يجدها بعض النقاد ممثلة لتداخل مباشر بين المنظومتين الإبداعية والأيديولوجية، ويجدها آخرون إفرازا طبيعيا للنص نفسه ؛ الأدبي منه والنقدي على أساس أن الجمالية الشكلية والمكونات والعناصر الداخلية، أيديولوجية ثانية مضادة للأيديولوجية الخارجية (اجتماعية وسياسية واقتصادية)، لذا يمكن ملاحظة ثلاثة أساليب لإدراك العلاقة سوسيولوجيا في نقد النقد (الأسلوب الأول) يتمثل بجانب التصريح المباشر والتعلق بماهية