
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش تطور العمل التنظيمي للصحفيين العراقيين 1931- 1968
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش تطور العمل التنظيمي للصحفيين العراقيين 1931- 1968
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (تطور العمل التنظيمي للصحفيين العراقيين 1931- 1968 – دراسة تاريخية ) .
وتهدف الدراسة التي تقدمت بها الطالبة اطياف اسماعيل خليل ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور قحطان حميد كاظم ، الى تسليط الضوء على ماهية العمل التنظيمي للصحفيين العراقيين ، واستراتيجيتهم في العمل الصحفي ، وطبيعـة أثرهم في الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي أحاط بهم .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان الصحافة العراقيّة منذ وهلتها الأولى برزت كصحافة حزبيّة مهمتها نشر كل ما يصدر عن الحزب من بيانات وغيرها ، فضلاً عن مسايرة معظمها لركب السياسة الحكومية على الرغم من الدور البارز لصحافة المعارضة لاسيّما في العهد الملكي ، وظهرت فكرة التنظيم الصحفي بعد ثورة العشرين إذ بدأ الصحفيون يبحثون عن منظمة صحفيـّة تنظم عملهم وتطالب بحقوقهم وتمثلهم كجهة رسميّة و جاءت المطالبات من لدن الصحفيين العراقيين بضرورة سن قانون جديد للمطبوعات بسبب الحاجة لوضع الحجر الأساس لتنظيم العمل الصحفي ، وقد أثمرت تلك الجهود عن سن قانون للمطبوعات ضمن حق الشعب في حريّة التعبير وحق الصحفيين في تشكيل نقابة لهم في عام (1931م) ، وعلى الرغم من إلحاح الصحفيين العراقيين والمثقفين على تشكيل نقابة تمثلهم إلا أن تنظيم الصحافة العراقيّة كان قد تأخر حتى عام (1944م) ، حين تشكلت جمعية الصحفيين العراقيين نتيجة لسياسة الحكومات المتعاقبة والمعارضة لتأسيس منظمة صحفية باسم نقابة الصحفيين خشية تقويّة جبهة المعارضة ضد الحكومة .
وبينت الدراسة ان دور جمعية الصحفيين العراقيين السياسي ضعيف جداً بسبب علاقتها المتأزمة مع الحكومة والمشكلات التي اعترضت طريقها في النواحي الإداريّة والتنظيميّة ، ومن الناحية المالية اعتمدت التنظيمات الصحفية منذ تشكيل جمعية الصحفيين على بدلات اشتراك أعضائها ومنتسبيها ولم تمتلك ميزانية مالية خاصة سواءً من الدولة أو من أي جهة أخرى ، وكان تشكيل نقابة الصحفيين العراقيين في (23 حزيران 1959م) نقطة تحول مهمة في تاريخ الصحافة العراقيّة ؛ إذ حققت حلم راود الصحفيين منذ تشكيل الصحافة في العراق والنضال الطويل من أجل تأسيس النقابة ، فقد أسهمت بظهور الصحافة كجهة مستقلة ، وقد برز دور نقابة الصحفيين العراقيين في إيصال الصحافة العراقيّة إلى مستوى عالمي عن طريق انضمامها إلى منظمة الصحفيين الدوليين.
واكدت الدراسة ان نقابة الصحفيين العراقيين استطاعت تحقيق بعض المنجزات على الصعيدين المهني والتنظيمي ، كان أبرزها وضع الحجر الأساس للتنظيم الصحفي العربي بتشكيل الاتحاد العام للصحفيين العرب ووضع مؤسسة مالية خاصة بالصحافة تمثلت بصندوق الصحفيين المتقاعدين ، وفي عام (1967م) ظهر نوع آخر من التنظيم الصحفي تمثل في التنظيم الصحفي الحكومي (المؤسسة العامة للصحافة والطباعة والنشر) والتي مثلت طوراً جديداً في حياة الصحافة العراقيّة ، بما جاءت به من ايجابيات وسلبيات للعمل الصحفي في العراق لاسيّما بعد ازدياد التدخل السياسي والحكومي في عمل المنظمات الصحفية ومنها نقابة الصحفيين العراقيين ، ومهما يكن من أمر ، فقد كانت التنظيمات الصحفية للصحفيين العراقيين ، خطوات ايجابية ، عززت من دور الصحافة العراقيّة والصحفيين؛ إذ أصبحت لهم سلطة رقابيّة على أعمال الحكومات المتعاقبة وسياستها ، هادفة إلى زيادة الوعي الوطني بحقوق الشعب والوطن ، والعمل على تقدم البلاد ومضاهاة الدول المتقدمة لاسيّما في حقل الصحافة والتنظيم الصحفي .