أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش النقد اللغوي في شروح صحيح البخاري وأثره في توجيه المعنى
أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش النقد اللغوي في شروح صحيح البخاري وأثره في توجيه المعنى
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (شروح صحيح البخاري وأثره في توجيه المعنى ) .
وتهدف الدراسة التي تقدم بها الطالب غازي فيصل عزاوي ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور ليث أسعد عبد المجيد ، الى التعرف على النقد اللغوي في شروح صحيح البخاري وأثره في توجيه المعنى
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها أَنَّ شروح صحيح البخاري مصدرٌ ثرٌّ من مصادر النقد اللغوي صوتًا, وصرفًا, نحوًا, ودلالةً, من حيث أنَّ صحيح البخاري كلام سيِّد العظماء, ومنبع البلغاء, وأنَّ شراح صحيح البخاري أهتموا بعلوم اللغة الموجودة فيه وتناولها بالنقد والتوجيه, فجاء عنوان البحث( النقد اللغوي في شروح صحيح البخاري وأثره في توجيه المعنى)، وأن ضياع الكثير من شروح صحيح البخاري التي تهتم بالجانب اللغوي, والتي كان من الممكن أن تساعد في الوصول إلى تفسير الكثير ممن الظواهر اللغوية.
وبينت الدراسة ان قلَّة النقد الصوتي إذا ما قورن بالنقد النحوي, ولعلَّ ذلك يعود إلى طبيعة قراءة الحديث النبوي, فقراءته تختلف عن قراءة القرآن الكريم, ومع ذلك نجد الكثير من الآراء الصوتية المهمة التي قال بها شرَّاح صحيح البخاري ، وان الاختلاف في رواية الحديث له أَثر كبير في ترجيح النقد اللغوي على جميع مستوياته, فقد يترتب على روايةٍ ما اختلاف المعنى, وهذا ليس مختصًا بالحديث النبوي الشريف ففي الشعر تجد الاختلاف في الرواية, وفي القرآن الكريم تجد الاختلاف في القراءات, وهذا الاختلاف يؤدي اختلافًا في معنى الحديث .
واوضحت الدراسة ان موقف بعض الشراح المتردد من بعض الظواهر اللغوية التي تخالف مذهبه النحوي, إذ نجد ظواهر نحوية ولغوية تخالف المذهب البصري وترجِّح مذهب الكوفيين يحاول بعض الشراح تأويلها حتى لا يخالف المذهب البصري, ومثال ذلك معنى لعل للاستفهام؛ إذ لم يذكر ذلك أغلب شرَّاح صحيح البخاري؛ لمخالفته المذهب البصري .
واكدت الدراسة اعتماد شرَّاح صحيح البخاري على القرآن الكريم وقراءاته في توجيه النقد اللغوي وهذا واضح من خلال ما تقدَّم في طيات هذا البحث ، واعتماد الشراح على الشعر العربي والنثر في اثبات صحة آرائهم النقدية ، والاعتماد على القياس في توجيه الآراء النقدية عند تعذر السماع, وهذا هو المنهج الصحيح في النقد النحوي ، والاستشهاد بالحديث النبوي الشريف عند شراح صحيح البخاري في جميع المسائل الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية, إذا ما جاء ما يخالفه فهو أصل مهم من أصول السماع, ومثال ذلك ما قاله الكرماني حول مجيء أفعل التفضيل من اللون, إذ قال: فيه دليل على مجيء أفعل التفضيل من اللون ، ولم يبيِّن الشراح الكثير من اللهجات التي ذكروها إلى إي قبيلة تنتمي, وإنَّما يُشيرون إلى أنَّ هذه لغة ، وامتياز أغلب شرَّاح صحيح البخاري بالأمانة العلمية ونسبة الآراء إلى أصحابها , وفي بعض الأحيان لا ينسبونها لأحد.