
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان 1975 – 1989
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان 1975 – 1989
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان 1975 – 1989.
وتهدف الدراسة التي تقدمت بها الطالبة جنا رعد خلف ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور احمد ماجد عبد الرزاق ، الى تسليط الضوء على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان 1975 – 1989 .
ومن أهم ما توصلت اليه الدراسة هو ان أوضاع لبنان، وتطورات الأحوال الاقتصادية والاجتماعية، التي كانت لها انعكاساتها على التطورات السياسية في البلاد، فلبنان بلد متعدد الطوائف والمذاهب، فضلًا عن موقعه الجغرافي المتميز، الذي جعله محط أنظار الدول الأوروبية، إذ عانى من التخلف في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وأثرت بشكل كبير في جميع الأوضاع في الدولة اللبنانية، اذ عانت الأوضاع الاقتصادية من تدهور في القطاعات الزراعية، والصناعية، والتجارية ، والسياحية في ظل الحرب الأهلية لعام 1975، وأهملت من لدن الحكومة اللبنانية بسبب الأوضاع التي مَرَّت بها الدولة اللبنانية، إذ أدى إِلى تغييب الدولة اللبنانية ومؤسساتها وأجهزتها، وبروز الجهات المسلحة غير النظامية والأحزاب قوى بديلة عنها، وإِلى جانب ذلك ظهرت تجارة السوق السوداء، والاتجار بالممنوعات في الدولة اللبنانية، وسيطرتها على الأسواق، مِمَّا أدى إِلى انهيار الأوضاع الاقتصادية في أثناء الحرب الأهلية اللبنانية.
وشهدت لبنان ظهور عدد من الجمعيات الخيرية في ظل الحرب الأهلية اللبنانية، لتقديم المساعدات المالية والطبية إِلى الأهالي، وإِلى جانب تلك الجمعيات ظهرت منظمات للصليب الأحمر تقوم بتقديم المساعدات الطبية للمواطنين، وكذلك إسعاف الجرحى، وتقديم نصائح طبية إِلى المرضى، وكيفية التعامل معهم ومعالجتهم في أثناء الحرب الأهلية ، كما أثرت الحرب الأهلية في التعليم بشكل كبير جدًا، إذ انهارت المدارس اللبنانية في البلاد، بسبب القصف العشوائي، مِمَّا أدى ذلك إِلى توقف المدارس لمُدّة من الزمن، بسبب استمرار الحرب الأهلية ، أدت الحرب الأهلية إِلى خسائر اقتصادية ضخمة، وتغيرات في الديمغرافية السكانية للبنان، بفعل النزوح القسري داخل البلاد، والهجرة إِلى الخارج، وعلى مدار سنوات الحرب الأهلية تعرض الاقتصاد اللبناني إِلى خسائر كبيرة أثرت في النمو الاقتصادي بدرجة كبيرة، وأدى إِلى تضرر المدخلات، والممتلكات، والمؤسسات التجارية، إذ انخفضت القيّمة الشرائية للمدخلات اللبنانية، وازدادت معدلات الفقر، وأدى إِلى تراجع الإنفاق لدى المجتمع، وحدوث عجز في موازنة الدولة اللبنانية، وعدم السيطرة عليها، بسبب انشغال الحكومة بأعمال الحرب الأهلية اللبنانية.
واوضحت الدراسة ان تردي الأوضاع السياسية، والمعيشية، والأمنية أدى إِلى وقوع أَغلب اللبنانيين تحت أيدي الميليشيات غير النظامية المتقاتلة، وهاجس الخوف من الوضع الأمني المتدهور، مِمَّا أدى إِلى أَنَّ قسم من المجتمع اللبناني فضّلَ الهجرة إِلى الخارج، وذلك لأَنَّ الأوضاع غير مستقرة، ومنهم من أقدم على الهجرة الداخلية، جبرًا أو طوعًا من أنفسهم، ومنهم من فضّل البقاء في أماكن سكنهم، يواجهون تطورات الحرب الأهلية ومخاطرها ، ويحاولون التكيف مع واقع أمني، واقتصادي، واجتماعي عَمَّا كانَ عليه قبل الحرب الأهلية.