
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الجهود اللسانية عند الدكتور محمد العبد
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الجهود اللسانية عند الدكتور محمد العبد
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (الجهود اللسانية عند الدكتور محمد العبد ) .
وسعت الدراسة التي تقدم بها الطالبة رشا فاضل عباس علي ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور حسين ابراهيم مبارك ، الى تسليط الضوء على الجهود اللسانية عند الدكتور محمد العبد ، وما أضافه من آراء جديدة في النظريات الدراسات النحوية الحديثة .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان الدكتور محمد العبد يعد واحداً من اللسانيين المجدّدين الذين كانت لهم آراءٌ لسانية مستقلة اعتمد عليها اللغويون الذين جاؤوا بعده ، بل كانت مصادره الأولى التي اعتمد عليها الباحثون ، ولاسيما فيما يتعلق بالمفارقة القرآنية التي درس أنواعها مدعمةً بالشواهد والتحليلات ، فضلاً عن دراسته للأفعال الكلامية وما ترتب عليها من مراتب تعديل القوة الانجازية ، وآراءه في اللغتين المنطوقة والمكتوبة ، وإن فكره اللغوي كان مزيجاً بين التراث والحداثة ، فهو لم يهمل ما توصل إليه اللغويون الأوائل ، ولم ينظر بعين الانتقاص إلى النظريات الغربية الحديثة ، وإنما كان يرى إنّ الأوائل وضعوا البذور الأولى لبعض هذه النظريات ثم جاء الغربيون وطوّروها وجعلوا منها نظريات لغوية حديثة ، ولقد كان حفظه للقرآن الكريم منذ نعومة أظفاره الأثر الكبير في بناء ثقافته ، وكان للمصادر الغربية الأثر الكبير في ثقافته اللغوية .
واوضحت الدراسة ان للدكتور العبد فضل السبق في التفريق بين معطيات اللغة المنطوقة واللغة المكتوبة ، وتوصل إلى أنّ أثر اللغة المنطوقة أكبر من اللغة المكتوبة ، ويذهب إلى أنّ النص المكتوب لا يعد تمثيلاً دقيقاً للكلام ، وأكد على أن اللغة في نشأتها الأولى كانت لغة منطوقة ، وكان مبدعاً في عرض الموضوعات اللسانية التي كتب فيها ، فكان يلملم كل جوانبها ، فيبدأ بتعريف المصطلح ثم يرجع إلى جذورها في التراث العربي ، ويتبعها بما توصل إليه الغربيون من أفكار وكانت نقوداته حاضرةً في كل ظاهرة لسانية ، واعتمد في عرض المفارقة القرآنية التي تبدو في ظاهرها مخالفةً للمخزون الفكري العربي على طروحات في فروقاته الدلالية بين الكلمتين اللتين تبدوان للوهلة الأولى بمعنىً واحد ، ونبّه على أن الأوائل عرفوها بمصطلحي التهكم والسخرية .
وبينت الدراسة الى انه يميل إلى استخدام مصطلح السيمائية لعدة أسباب ؛ وذلك لشيوعها عند كل من المشارقة والمغاربة وغناءها عن التعريب ، وانها لفظٌ واحدٌ وما كان مكونٌ من لفظ واحد يُفضّل على ما زاد عليه ، وأكّد على ان الإقناع يرتبط بالحجاج ارتباطاً وثيقاً ، فهو عنصره الأول فلا فائدة من الحجاج دون إقناع فهو غايته الرئيسة ؛ لأن المتكلم يسعى إلى إقناع المخاطب بكل الوسائل والأساليب الممكنة ، ونظر إلى الحجاج على انه جنس خاص من الخطاب يُبنى على قضية أو فرضية خلافية يعرض فيها المتكلم دعواه مدعومةً بالتبريرات عبر سلسلة من الأقوال المترابطة ترابطاً منطقياً قاصداً إلى إقناع الآخر بصدق دعواه والتأثير في موقفه أو سلوكه تجاه تلك القضية ونبّه على أنّ للحجاج جذوراً قوية في التراث العربي .