
تدريسية من كلية التربية للعلوم الإنسانية تنشر دراسة في صحيفة لندنية
تدريسية من كلية التربية للعلوم الإنسانية تنشر دراسة في صحيفة لندنية كتب / إعلام الكلية : نشرت التدريسية من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى الاستاذ الدكتور وسن عبد المنعم الزبيدي دراسة بعنوان ( المقاصد فوق النصية ) ، في صحيفة القدس العربي الصادرة في العاصمة البريطانية لندن . وجاء في الدراسة أن قبل زهاء مئة عام ألح آي. أي. ريتشاردز في غير موضع من كتابه «مبادئ النقد الأدبي» على الوظيفة المزدوجة للغة القصيدة، فقد كان يرى للغة وظيفة متفقا عليها، وهي الدلالات المعجمية للمفردات، وأخرى فردية تكون فيها الكلمات منبهات نفسية، تتعلق بتجربة القارئ، وارتباط كل مفردة بتجربة شخصية له. وهذه الوظيفة هي التي تسبب الاختلاف في الفهم بين القراء، لتصبح القصيدة الواحدة قصائد كثيرة بعدد القراء الذين قرأوها. أوضحت الدكتورة وسن الزبيدي أن مع أهمية هذا التمييز ومنطقيته فإن ريتشاردز أهمل وظيفة ثالثة ، هي ذلك المعنى الكلي الذي تتركه القصيدة في نفس القارئ بعد الفراغ من قراءتها، وهو جواب السؤال (لماذا كتب الشاعر هذه القصيدة؟)، وهو ما سنسميه في هذه المقاربة؛ المقصد فوق النصي، لأنه معنى لا يوجد في أجزاء النص وفواصله، بل يبنى بطريقة تراكمية في زاوية من وعي القارئ، إلى جانب المعنى العام للنص. إن من يقرأ قصيدة أبي فراس الحمداني (أراك عصي الدمع) مثلا، من غير أن يعرف الظروف التي قيلت فيها سيراها قصيدة غزل وفروسية، ولكن كيف جعلها الشاعر رسالة عتب مشفرة إلى سيف الدولة، فكان لها مقصد فوق نصي موجَّه لشخص بعينه، بينما كان امرؤ القيس في معلقته يبني مقصدا فوق نصي عام، يمكن أن يصل للقارئ من غير أن يكون عارفا بتاريخ القصيدة وظروف نظمها.