رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش المغايرة النسقية في شعر الشعراء( السود) الجاهليين والإسلاميين
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش المغايرة النسقية في شعر الشعراء( السود) الجاهليين والإسلاميين
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (المغايرة النسقية في شعر الشعراء( السود) الجاهليين والإسلاميين ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة أزهار عزيز حتروش ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور ربى عبد الرضا عبد الرزاق ، الى التعرف على المغايرة النسقية في شعر الشعراء السود الجاهليين والاسلاميين .
توصلت الدراسة الى أن الشعراء السود لم يجدوا من يشاطرهم الهموم ويعالج نفسيتهم المتألمة، سوى دياراً مندثرة وأثافياً سوداء تشاركهم اللون والسكينة، لذلك راحوا يبحثون عن معادلا موضوعيا لذواتهم المنكسرة، فنجد عنترة يتخذ الفرس (النحام) معادلاً موضوعياً لذاته، إذ يتحدث إليه ويبث من خلاله ما في داخله من ألم وحرقة، وراح يفتخر به ويذكره في شعره حتى أضحى لا يفارقه، كذلك نجد تأبط شراً والشنفرى أتخذا من الوحوش الضارية والمفترسة كالذئب والغول معادلاً موضوعياً لهم.
بينت الدراسة إن الشعراء السود أتجهوا إلى مغايرة واقع العبودية، وسعوا لتكوين واقع جديد يحفل بكل ما حُرم منه الشعراء من هُوية شخصية واثبات للذات ، وقد طغى اللون الأسود مقابل اللون الأبيض بشكل لافت للنظر في اشعارهم، وكذلك اللون الاحمر الدال على(الدم)، جراء كثرة المعارك التي خاضها الشاعر، وهذا يعود للحالة النفسية التي دعت الشاعر أن يوظف تلك الالوان لتعبر عن ما في داخله.
أكدت الدراسة أنه وبعد دخول الإسلام رقت ولانت الفاظ الشعراء السود بما يلائم تعاليم الدين الجديد، إلا الشاعر سحيم عبد بني الحساس فقد بقت الفاظه غارقة في العصر الجاهلي ، وعلى الرغم من خروج بعضهم على اعراف وتقاليد القبيلة وابتعادهم عنها، وضعف الاتصال بها، إلا أنهم لم يأتوا بالجديد والغير مألوف في نظم وبناء القصيدة ،فقد نظموا قصائدهم على مختلف البحور ولم ينفردوا ببحر معين عن سواه، فنظموا اشعارهم على البحور الطويلة لتنسجم مع اسلوبهم القصصي، كذلك نظموا اشعارهم على البحور الخفيفة والمجزوءة لتلائم النبرة في السرعة الايقاعية التي غلبت على مقطعاتهم ، مع اختلاف طفيف في طريقة طرح المواضيع، كذلك استدعاء الألفاظ والمعاني الغريبة في بعض الاحيان النابعة من رحم بيئتهم الصحراوية القاحلة.