
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش عزوف العلماء والفقهاء عن تولي القضاء في الدولة العربية الإسلامية حتى عام 447هـ – 1055م
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش عزوف العلماء والفقهاء عن تولي القضاء في الدولة العربية الإسلامية حتى عام 447هـ – 1055م
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (عزوف العلماء والفقهاء عن تولي القضاء في الدولة العربية الإسلامية حتى عام 447هـ – 1055م ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة عذراء شريف عبد المحسن إبراهيم ، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتورة مها عبد الرحمن حسين ، إلى التعرف على أسباب عزوف العلماء والفقهاء عن تولي القضاء في الدولة العربية الإسلامية حتى عام 447هـ – 1055م .
توصلت الدراسة إلى إن القضاء في الاسلام حظى بأهمية بالغة اكتسبها من خلال الآثار المترتبة عليه والتي لها مساس بالأرواح والملكيات ومن خلال اهتمام الفقهاء بوضع الضوابط والشروط للقاضي ليكون على مستوى المسؤولية بالمنصب البالغ الحساسية والأهمية ، إذ كان النبي محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) هو القاضي الاول في الاسلام وسار من بعده الخلفاء في الدول والامصار وعبر العصور المختلفة . بدأ لقضاة في العصر الأموي ولأول مرة تسجيل الأحكام التي صوروها واستمر الوضع في العصور التالية. أستفعى الكثير من علماء الامة منصب القضاء بالعصر الاموي بالرغم من الاستقلالية التي تميز بها لاسيما ابان الثورات والفوضى السياسية كأمثال القاضي شريح .
بينت الدراسة ظاهرة تميز بها علماء الامة وفقهائها وعبر العصور التاريخية وعلى اختلاف الرقعة الجغرافية وهي الزهد بالأرزاق وعدم أخذ راتب مقابل الجلوس لمنصب القضاء كما فعل قاضي دمشق زرعة بن ثوب حين قال لا أرتزق على ما علمني الله اجرا ثواب .وان رفض القضاء والاعتذار عن توليه ظاهرة قديمة تعود إلى عصر الراشدين. ثم تكررت هذه الظاهرة أكثر في الحقب التالية ويشير رفض رجالات من الامة لذلك أنهم كانوا على درجة من النزاهة والعفة بالرغم ما تمتع به منصب القاضي من ميزات معنوية ومادية إلا أنهم استشعروا عظمة المسؤولية التي تبادلوها عن الخطأ أو الظلم في القضاء. ان الرغبة والخوف من منصب القضاء الأثر البالغ في العزوف لما ورد فيه من أحاديث محذرة منه .
أسهمت الدراسة بإعطاء صورة واضحة عن علماء الامة وفقائها وبالرغم ما آثر عنهم من علم غزير وفقه كثير وتتلمذ على أيديهم العديد من ابناء المجتمع فأثروا بهم حتى نهج العديد من طلابهم نهج أساتذتهم بالعزوف من القضاء .