
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش مَلامِحُ النَّظرِيَّة التَّولِيديةِ والتَّحويلِيّة في شَرحِ التَّسهيل لابن مالِك (ت672 هـ)
كتب /إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (مَلامِحُ النَّظرِيَّة التَّولِيديةِ والتَّحويلِيّة في شَرحِ التَّسهيل لابن مالِك (ت672 هـ) ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة سارة خالد عزيز واشرف عليها الأستاذ الدكتور محمد صالح ياسين, الى تسليط الضوء على مَلامِحُ النَّظرِيَّة التَّولِيديةِ والتَّحويلِيّة في شَرحِ التَّسهيل لابن مالِك (ت672 هـ) .
توصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها أنّ النظرية التوليدية والتحويلية لا نستطيع تطبيقها على كل اللغات؛ لأن بعض اللغات تسير على منهج واحد، مثلًا اللغة الإنكليزية لا تبدأ بفعل بل تبدأ بجملة اسمية وبهذه الحالة تكون النظرية مقتصرة على العربية ما شابهها من اللغات, وإنّ النظرية التوليدية التحويلية كان أصل جذورها عند العلماء العرب ابتداءً من الخليل بن أحمد الذي وضع القواعد النحوية وتتشابه في بعض القضايا منها قضية الأصل والفرع والتقدير والإضمار وأسلوب التقديم والتأخير وغيرها من قضايا مهمة, كما وجدت عند ابن مالك ملمح النظرية في(شرح التسهيل) إلاّ أنّها لم تكن تحمل نفس المصطلحات التي جاءت بها النظرية, وإن التّفسيرات عند ابن مالك وتقديراته وتعليلاته للمسائل النحوية واضحةٌ وأكثر اتساعًا وشمولًا وتبسيطًا في طريقة تفسيرها، ودليل ذلك أنها لم يتم تغييرها أو يجرى عليها تعديلًا، أما النظرية التوليدية التحويلية فهي ليست ثابتة، بل ظهرت عليها تطورات وتعديلات مستمرة في مراحل تطورها, كذلك وجدت ترابط بين ابن مالك وعنايته بالقواعد النحوية ومن سار من بعده وبين تشومسكي بالنحو التوليدي، لاهتمامهم بدراسة المعنى وهو الأصل في تكوين الجملة.
أكدت الدراسة إنّ العلاقة بين المكوَّنات الصوتي والتفسير الدلالي والتركيبي النحوي في ضوء النظرية تكون متشابهة ومتساوية بدقَّة تحليلها وتفسير عناصرها، وكل مكوّن يخضع لبنية خاصة به في تحليل مكوناته، ولا يخلط المفاهيم والعناصر فيما بينها, كما ان أساس النظرية التوليدية التحويلية تدور حول المعنى ودراسة الظاهرة لكل تركيب بنية العميقة وبنية السطحية، أمَّا ابن مالك فتدور نظريته حول العناية بدراسة الظواهر اللغوية المتعددة ومنها الأصل والفرع والتقدير (التأويل) والإضمار والتقديم والتأخير والحذف والزيادة، وهذا ما يقابل نظرية البنية العميقة والبنية السطحية, إنّ ظاهرتي التقدير والإضمار أبدع فيها ابن مالك مع بيان تقديرات عدة ،وقد يعطي المسألة الواحدة عدة تقديرات مع إعطاء آراء النحاة فيها من بعد ذلك يقدر تقديرا ما يراه مناسبًا أو يعود إلى الحكم الإعرابي لمسألة، وكذلك في ظاهرة الإضمار.


