كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش رسائل ابن حزم الأندلسي (384-456هـ) دراسة ثقافية
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (رسائل ابن حزم الأندلسي (384-456هـ) دراسة ثقافية ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة ورود يونس سالم, وأشرف عليها الأستاذ الدكتورة وسن عبد المنعم ياسين، إلى تسليط الضوء على رسائل ابن حزم الأندلسي (384-456هـ) دراسة ثقافية .
توصلت الدراسة إلى أن ابن حزم اعتنى بالإنسان، وكينونته وتوجهاته، وتاريخه وعمق تراثه، وانتمائه، وتطوره، والبُعد الثقافي للمجتمع الحاضن لَهُ، على وفق منظور التفحص والاستدلال والخوض في جوهر الذات الإنسانية, وأَنَّ ابن حزم عبر مرجعياته الثقافية كان معتنيًا بالفلسفة، هو يناقش آراء الفلاسفة الإغريق كأرسطو وأفلاطون، وكان يرصد في بعض رسائله مظاهر عصره ومشكلات الاحتراب الداخلي، وهو يرثي المدن ويعكس روح الانفتاح التي سادت في بيئة الأندلس؛ نتيجة التلاقح، والتثاقف، والتناغم؛ بل حتّى التصادم الذي فرضته طبيعة وجود العرب في بيئة جديدة وظل متواصلًا ومتناغمًا مع الموروث الشرقي، ومن يتفحص شعره ونثره يرى تلك القدرة على التحليل السيكولوجي، لاسيّما في رسالة (طوق الحمامة) وتعمّقه بالنفس البشريّة وأحوالها وتقلباتها عبر قدرته على الرصد والفهم لكثيرٍ من الظواهر الاجتماعية.
أكدت الدراسة أن ابن حزم كما يتبين من مجموع رسائله وعبر منجزه المتعدد عكس ميلًا واضحًا إلى منظومة الأخلاق والالتزام، ولم يستطع التخلّص من سلطة العقل الفقهي المتجذّر وهو يرصد كثيرًا من الظواهر الأخلاقيّة والقيميّة, كما كان ابن حزم مثاليًا وطوباويًا في نظرته الشاملة؛ حتّى نشعر كأنَّهُ حالم أحيانًا ومتمرّد أحيانًا أُخرى وهو يتصدى لأكثر المسائل تعقيدًا وحساسية, وعبر التصورات التي استخلصناها في رحلتنا مع ابن حزم، نراهُ في رسائله يشخّص بعض السلوك الباطني السلبي، الذي يختلط بقصص العشق المحبة وأطوارها، ويبدو أَنَّ معاشرته للنساء في قصر أبيه وهو يافع، أثرت عليه سلبًا وإيجابًا، لاسيّما في تصوراته المتناقضة أحيانًا عن المرأة.