كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في مصطلح تمكين المرأة بين الماضي والحاضر
كتب/ إعلام الكلية :عقدت وحدة شؤون المرأة في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى ندوة في مصطلح تمكين المرأة بين الماضي والحاضر .هدفت الندوة التي قدمتها الأستاذ المساعد الدكتورة ولاء فخري قدوري, وناقش محاورها كل من المدرس الدكتورة هناء عباس سلمان, والمدرس الدكتورة هدى داود سليم, الى الربط بين مصطلح التمكين في العربية قديما وحديثًا .أوضحت الندوة أن معنى التمكين جاء في اللغة من الفعل (مكُّنَ) , ويُقال :مكَّنته من الشيء تمكينًا, أي : جعلتُ له وعليه سلطانًا وقدرة , ومصطلح (تمكين المرأة) مصطلح معاصر جديد يُراد به بيان حقوق المرأة المشروعة وتسهيل الطريق لها، ففي الاسلام تبوّأت المرأة مكانة ومنزلة عالية منذ أن نزل القرآن الكريم على سيد الأولين محمد (صلى الله عليه وسلم) , فرفع عنها الظلم الذي كان يُمارَس عليها من احتقار ووئد وسلب الحقوق , ولا نبالغ إذا قلنا أنها كانت كالمتاع وأنها كانت تُقتَل خشية الفقر أو العار .أكدت الندوة أن الإسلام حينما أتى مكّن المرأة المسلمة تمكينا انسانيا ودينيا واجتماعيا واقتصاديا , فمن وجوه تمكين المرأة في الإسلام أنها نالت المساواة مع الرجل في أصل الخَلق والتكريم الإلهي , ومساواتها ايضًا في حق الحياة , وتمكينها من حق التعلم والتعليم واختيار الزوج , ومن العمل خارج البيت , وحق التملك والتصرف فيما تملك , وتمكينها من حق البيعة وحق الشورى والانتخاب وغيرها من الأمور، في حين كانت المرأة في الحضارات القديمة منبوذة ومحتقرة , فقد كانت ملكًا لأبيها يتصرّف بها كيف يشاء , وإذا تزوجت اصبحت عبدا لزوجها طول حياتها, وفي بعض المجتمعات الأخرى كانت تُعدُّ شؤمًا وسوءًا ولا تستحق تعليمًا, حتى أنهم قالوا فيها : ثلاثة ليس لهم الحق في التصرف في أنفسهم : العبد ليس له إرادة, والطفل له إرادة ناقصة, والمرأة لها إرادة لكنها عاجزة, فقد وُصفت هنا بالعاجزة ، ومنذ ذلك الوقت باتت قضية المرأة وعملها أحد الضروريات الأساسية في بناء مجتمع متقدم , وأصبح لها منظمات وحقوق ؛ لما لها تأثير كبير في مجالات الحياة المختلفة ,وكل ذلك ساعد على تطوير شخصيتها وقدرتها على المشاركة في عمليات التنمية واتخاذ القرارات على المستوى الأسري ومؤسسات المجتمع , وقد تم ذلك عن طريق المؤتمرات العالمية التي أقيمت عنها في المكسيك عام 1957 , والثاني في كوبنهاغن عام 1980 , والثالث في نيروبي عام 1985.أوصت الندوة بضرورة التأكيد على المصطلحات والمناهج التي تحمل مفاهيم تنموية هامة مثل منهج التمكين للمرأة الذي يهدف في الأساس الى تعزيز صورة المرأة عن نفسها وثقتها بقدراتها الذاتية وقيمتها في المنزل والمجتمع، وحق المرأة في المشاركة الفعالة في الحوار والمناقشة والتحليل للظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المؤثرة في قدراتها ومكانتها، وحق المرأة في المشاركة في صنع القرارات الخاصة بها وبأسرتها وحقها في التوعية والتدريب لتصبح عاملا فاعلا في المجتمع بهدف تحقيق العدل والمساواة بمفهومها الشامل، وأن مشاركة المرأة في العمل لا يمثل جانبا اجتماعيا فحسب, بل أخذ يُشكل احد الروافد الأساسية في عمليات التنمية والنهوض الاقتصادي.