
ادب ( فؤاد التركلي )السردي في الخطاب النقدي العراقي الحديث اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية
ادب ( فؤاد التركلي )السردي في الخطاب النقدي العراقي الحديث اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية
كتب / اعلام الكلية
بحضور عميد كلية التربية للعلوم الانسانية الاستاذ المساعد الدكتور نصيف جاسم محمد الخفاجي اجريت مناقشة اطروحة دكتوراه عن ادب فؤاد التركلي للطالب (فاهم طعمة احمد )اذ يعد الروائي والقصصي من اعمدة الادب في القرن العشرين ورافق تاريخه الادبي حركة نقدية واسعة امتدت جذورها إلى منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، وذلك لما امتاز به أدب التكرلي من التطور والتجديد والحداثة، الذي تحققت من خلاله نقلات نوعية، وتحولات فكرية نحو القصة الفنية.
وتاتي اهمية الدراسة الموسومة بـ (أدب فؤاد التكرلي السردي في الخطاب النقدي العراقي الحديث ) الى تعدد الخطابات النقدية حول تجربة التكرلي الروائية والقصصية، بوصفه أحد رواد القصة والرواية في العراق ، بل في مقدمتهم لما يمتاز به أدبه من أصالة وعمق التجربة والتجديد ، فقد استطاع التكرلي أن يترك بصمة واضحة ومتميزة بين الروائيين العراقيين والعرب .
وتضمنت الاطروحة اربعة فصول تناول الفصل الأول نقد مكونات الخطاب الروائي وبحث الفصل الثاني نقد مكونات الخطاب القصصي ودرس الفصل الثالث نقد البنى السوسيولوجية وتناول الفصل الرابع نقد البنى الشكلية .
وخلصت الاطروحة الى عدة نتائج كان في مقدمتها ان حياة التكرلي كانت حافلة بالإبداع والتطور والتجديد في كثير من قصصه ورواياته، أما الفقرة الثانية المتعلقة بالعناصر والتقنيات السردية، فقد شكلت تلك العناصر والتقنيات نصوص التكرلي، وعملت على بنائها على وفق رؤية وأطر حديثة متأثرة بانجازات الكتاب العالميين في الأدب القصصي والروائي، الذين استخدموا التقنيات الحديثة في كتاباتهم، وكان التكرلي قد استخدم هذه التقنيات الحديثة في روايته الرجع البعيد . وتمخض عن فصلها الأول نقد مكونات الخطاب الروائي، نتائج تخص تلك العناصر السردية المتمثلة بتكوين النص الروائي، فقد كان أسلوب التكرلي يتميز ببساطته ورقته، وشعريته، وهذا متحصل من أفكاره التي يعكسها على لغته التي استحالت شعراً في بعض الأحيان بحسب النقاد، لكي تؤدي غرضاً مجازياً خارج اللغة الاعتيادية، وهذا ما توصل إليه النقاد الذين وقفوا على مواضع خاصة من اسلوب التكرلي لاسيما روايته (الوجه الآخر) و (الرجع البعيد) وأبدوا انبهارهم بلغة التكرلي وبساطتها، ودقتها ومن هؤلاء النقاد علي جواد الطاهر، عبد الاله أحمد، عمر الطالب، نجم عبد الله كاظم، وغيرهم كل هؤلاء أشاروا الى بساطة لغة التكرلي وانسيابها وانسجامها مع الاتجاه الواقعي الذيي ينتمي إليه الكاتب. وكان موقف النقاد واضحاً من الحوار في أدب فؤاد التكرلي، جاء ذلك من خلال الروايات التي كتبها واستخدم فيها الحوار الخارجي والحوار الداخلي، وكانت رواية (الرجع البعيد) الأكثر حضوراً لدى النقاد في تمثيل الحوار بنوعيه الخارجي والداخلي، فضلاً عن لغة الحوار العامي الذي انطوت عليه كتابة هذه الرواية، لكنها احتوت في بعض صفحاتها على الحوار الفصيح من خلال حديث الشخصية مع نفسها، على أساس تقنية المنولوج الداخلي أو حوار المفرد، وقد وجد النقاد أن الحوار الداخلي لا يكون باللهجة العامية. وإنما يكتب باللغة الفصيحة .
أما نتائج الفصل الثاني نقد مكونات الخطاب القصصي، فتكاد تتشابه مع العناصر الروائية من ناحية الأسلوب والحوار والشخصيات، إلا أن الحوار في هذه القصص يكون متواضعاً، والشخصيات تحمل هماً واحداً يختلف عن الرواية، ويبرز عنصر الحدث في القصة؛ كونه يمثل سلسلة من الوقائع المتصلة فيما بينها، وغالباً ما تتسارع الأحداث، وتصل إلى ذروتها في قصص التكرلي.
وشكل الفصل الثالث نقد البنى السوسيولوجية الانطلاقة الحقيقية نحو القصة الاجتماعية التي كتبها التكرلي وقد ذكر عدد من النقاد أن روايات وقصص التكرلي هي من ضمن الاتجاه السوسيولوجي الذي يعكس ما في المجتمع من ظروف وقضايا وظواهر على الأدب، وتبرز في هذا المنهج ظاهرة خطيرة في أدب التكرلي، ألا وهي ظاهرة الجنس التي تكاد تكون عامة في أغلب قصصه ورواياته، حتى عدّها النقاد الظاهرة الأولى في أدب التكرلي، وقد استخدمها التكرلي بدلالة رمزية تارة، ومكشوفة تارة أخرى.
واخيراً اكد الباحث ان من أكثر المناهج الحديثة تحليلاً لنصوص فؤاد التكرلي، لاسيما الروائية منها، أن هذا المنهج يفتقد إلى التقييم وإلى النتائج بسبب صفته التحليلية، لذا لا يمكن أن تكون هناك نتائج دقيقة تخص هذا الموضوع، وقد وجد الباحث التزام النقاد الحداثيين أمثال الدكتور شجاع العاني، والناقد فاضل ثامر، والدكتور باسم صالح حميد، والباحث يحيى الكبيسي والناقد سلمان كاصد وغيرهم. بالأخذ بالتقنيات السردية الحديثة في تحليل النص التكرلي بنيوياً، هذا ما لاحظناه في تقنية الزمن السردي، ووجهة النظر، والتناص التي وقفنا عندها، بوصفها أكثر التقنيات المستخدمة في تحليل النص بنيوياً لدى النقاد.