اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش التفسير الدلالي لألفاظ القران الكريم دراسة تحليلية موازنة في كتب مفردات القران وغريبه
اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش التفسير الدلالي لألفاظ القران الكريم دراسة تحليلية موازنة في كتب مفردات القران وغريبه
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (التفسير الدلالي لألفاظ القران الكريم دراسة تحليلية موازنة في كتب مفردات القران وغريبه ) .
وتهدف الدراسة التي تقدمت بها الطالبة ( شيماء زيدان عبد حيدر ) ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور ( عبد الرسول سلمان ابراهيم ) ، الى التعرف على مرحلةٍ مهمةٍ من مراحلِ تفسير الألفاظ القرآنية ، و معرفة الغرابة في الألفاظ .
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابرزها اختلاف دلالة الغريب بين العرف اللغوي الذي يعني ( البعد ) ، والعرف البلاغي وهو أن تكون اللفظة وحشية نافرة غير مألوفة الاستعمال ، والاستعمال القرآني الدال على الألفاظ التي يُبهم معناها على العامة فيحتاجُ تفسرها إلى ملكةٍ لغويةٍ خاصةٍ ، يستبانُ من خلالها جلاء هذا الإبهام عند أولئك ، وفي ضوء ما مَرَّ – أي الغريب الذي ظنّ أنها الإبهام وتعمية المعنى والحوشي النافر من اللفظ – بعيدٌ عن مضمون هذه المصنفات إذ لا غريب في الألفاظ القرآنية وإنما كانتِ الغاية شرح مفردات القرآن أو تفسيرها ، ولعلَّ ظهور بوادر تفسير اللفظة وهي مفردة ، قد دعتْ القدماء إلى ذلك . لكنها مغالاةٌ من المفسرين المعاصرين لمّا صنفوا تحت هذا العنوان إذْ الأنسب أنْ تسمى بـ ( معجمات الألفاظ القرآنية ) . أو تسمية أخرى من دون أن تحمل لفظة الغريب ، وأرى السبب أنّ القدماء كانوا معذورين في صنيعهم هذا على نحو ما أشرتُ إلى ذلك ، فالمعاصرون ليسوا كذلك فهم على درايةٍ والأمور كانت منجلية أمام أنظارهم فالأجدر أن يسموا مصنفاتهم بـ ( معجمات ألفاظ القرآن ) أو ( تفسير ألفاظ القرآن ) من غير ذكرٍ للغريب .
بينت الدراسة ان اختلاف مناهجهم في الترتيب ولعلّ هذا الاختلاف قد سوّغ أنْ تُعدَّ هذه المصنفات نواة التأليف المعجمي ، فمنهم من صنّفَ على وفق الترتيب الهجائي أو على وفق ترتيب سور القرآن في المصحف الشريف ، وهناك مصادر قد وُضِعتْ ضمن حقل دراسة الغريب القرآني بمسميات أخرى ككتب ( المجاز ) و( المعاني ) و( المشكل ) ، فهي مصنفات ذات سمات وخصائص مشتركة إلى حدٍّ بعيد ، ولكن ما يفرق بينها هو تمايز بعضها بتغلُّبِ جانبٍ من جوانبِ الدراســـة على البعض الآخـــر ، فكتب المعاني تولي النحو عناية أكثر ، وتُعنى باللغات والقراءات ، في حين تُعنى كتب الغريب والمجاز بتوضيح الدلالات أكثر من غيرها ، وتنوعتْ أساليب تفسيرهم للألفاظ والكشف عن دلالاتها ومنها التفسير بالمغايرة التامة والناقصة وبالمجاز .
واوضحت الدراسة ان المقصود من التفسير بالترجمة أي بذكر لفظة تترادف أي تتقارب دلالياً ، أو أكثر من لفظة لبيان المعنى القرآني للفظة ، ومما يلحظُ على هذا الأسلوب أنّهُ يكثرُ استعمالهُ عند مَنْ يُفسِّر الألفاظ على وفقِ ترتيب سور القرآن وليس على وفق الترتيب الهجائي ، مع وجود تفاوتٍ بينهم في ذلك ، فمنهم مَنْ يختصر ومنهم مَنْ يتوسط ومنهم مَنْ يُسهب ، وأدركَ علماء الغريب والمفردات أنّ من أساليب التفسير هو التفسير بالمصاحبة ، أي مصاحبة لفظٍ للفظٍ آخر يُعينُ على الوصول إلى تفسيره وفهم معناهِ ، وهذا دليلٌ على أنّهم كانوا على درايةٍ جَمّةٍ بمفردات القرآن الكريم وبيان معانيها وأوجه استعمالاتها . بما ينمُّ عن فهمٍ ثاقبٍ لاستعمالات اللفظة القرآنية وإيضاح مدلولاتها على نحوٍ مُيسَّرٍ وبخطًى لغويّةٍ واضحةٍ مُستبانة ، يُسهِّلُ على القارئ الوصول إلى دلالة المفردة .
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية