اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش رواية مدن الملح لعبد الرحمن منيف دراسة في ضوء لسانيات النص
اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش رواية مدن الملح لعبد الرحمن منيف دراسة في ضوء لسانيات النص
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (رواية مدن الملح لعبد الرحمن منيف – دراسة في ضوء لسانيات النص ) .
وتهدف الدراسة التي تقدمت بها الطالبة بشائر علي عبد عباس ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور ليث أسعد عبد الحميد ، إلى تقديم دراسة تنظر للنص على أنه وحدة لغوية كبرى تحكمها علاقات تركيبية ودلالية إلى جانب العلاقة السياقية .
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابرزها إن تطبيق معايير علم النص الحديث على نصٍّ عربيّ ، تمخَّض عنه تطبيقاً مرناً ؛ لأن أي نصِّ / خطاب عربي لا يخلو من قصدٍ أو قبول ورعاية للموقف أو إعلامية ، في حين أن السبك والحبك يتوافران بوضوح ، و يُعدان ركنين من أهم أركانه ، أما التناص فإنه يُعد مظهراً من مظاهر الدراسات العربية ، بوصفه وسيلة من وسائل تحسين الأداء الكتابي أو الخطابي ، واستطاع الكاتب ربط عنوان الرواية " مدن الملح " بمضمونها ، ومن ثم ربط عنواناتها الفرعية ، عن طريق وسائل ربطٍ لفظية ومعنوية ، وتعددت وسائل الربط في الرواية على المستوى الظاهر تارةً ، والباطن تارةً أخرى ، متمثلاً تعددها بالسبك والحبك ، في حين تُعد الإحالة من أكثر وسائل الربط الظاهر التي استعملها الكاتب في تقديم روايته ، وهذا التعدد سِمَة ساعدت الكاتب على إظهار مخزونه اللغوي في بناء موضوعها .
واوضحت الدراسة ان الكاتب وظّف علاقات الحبك توظيفاً موفقاً بعلاقات دلالية إلى جانب العلاقات النحوية ، منها علاقة العموم والخصوص ، والإجمال والتفصيل ، والسبب والنتيجة وغيرها ، ولكون النصِّ نشاطٍ تواصليٍّ ، فقد وظفه الكاتب توظيفاً اجتماعياً ، عالج فيه قضايا المجتمع الذي جعل الرواية تبدو وثيقة تاريخية بتفاعلها مع السياق الخارجي .
وبينت الدراسة ان الكاتب أكثر في تناصّه مع القرآن الكريم ليكون له وقعاً في نفس المتلقي فضلاً عن تناصه مع الشعر ليُلائم البيئة التي يروي عنها لكون الشعر نابعاً منها ، وتعد المعايير النصية السبعة متداخلة ، فبعضها يكمّل البعض الآخر ، فيستعين بها الكاتب والمتلقي ، فالكاتب وفقاً لهذهِ المعايير يكسب قبول المتلقي فيحقق ما يصبو إليه بكتابته ، أما المتلقي فيستعين بها في تحليله للنصوص، وتتغيرّ مراتب الكلام في أيّ نص كان أو خطاب تبعاً لمقاصد المتكلِّم ، لذا فقد أكَّد العلماء القدامى والمحدثين على غرض المتكلِّم في إنشاء نصّه ومن ثم قدَّم علماء النص معيار القصد تبعاً لذلك .