تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية ينشر دراسة في مجلة الرقيم
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية ينشر دراسة في مجلة الرقيم
نشر التدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية الاستاذ الدكتور فاضل عبود التميمي دراسة في ( تلقي مصطلح ( التناص ) في النقد العربي الحديث عبد الملك مرتاض مثالا ) ، في مجلة الرقيم بعددها ( 20) لسنة 2018 .
يسعى (البحث) بمنهجيّة وصفيّة تحليليّة إلى الوقوف عند ظاهرة تلقي الناقد العربي(عبد الملك مرتاض) لمصطلح التناص من خلال التدقيق في الفصل الخامس من كتابه الموسوم بـ(نظريّة النص عند العرب) الصادر عن دار هومه في الجزائر ط2/2010م ، تبيّن إنّ التناص(intertexture)عند عبد الملك مرتاض جزءٌ من السيمائية التي تتبع اللسانيّات، وهومن المصطلحات النقديّة الوافدة إلى الخطاب النقدي العربي المعاصر، دخل ثقافتنا الأدبيّة أوّل مرة من البوابة الجامعيّة بشيء من الابتسار ،والخلط ، بداية الثمانينيّات من القرن العشرين ، بعد أن شاع في فرنسا على يد الناقدة المعروفة(جوليا كرستيفا)صاحبة الوضع المنهجي لمسائله النظريّة، والتطبيقيّة، وكان الناقد عبد الملك مرتاض قد عَرف مصطلح التناص في الثمانينيات من القرن العشرين ،وتبناه في أوّل شيوعه في الثقافة العربيّة حين نشر دراسته (فكرة السرقات الأدبيّة ونظريّة التناص) في مجلة (علامات في النقد الأدبي) السعوديّة العدد مايو 1991التي صارت فيما بعد الفصل المعني بهذا البحث.
واوضحت الدراسة إنّ تبني مرتاض للمصطلح كان من خلال إيمانه بإمكانيّة توظيف بعض النظريات النقديّة التراثيّة ،ودمجها في الثقافة النقديّة الحديثة ،فهو يؤمن أنّ الفكر النقدي العربي حافل بالنظريات ،ومن العقوق أن نضرب صفحا عن الكشف عمّا قد يكون فيه من أصول لنظريّات نقديّة غربيّة تبدو لنا الآن في ثوب مبهرج بالعصرانيّة، فننبهر أمامها، وهي في حقيقتها لا تعدم أصولا لها في تراثنا الفكري مع اختلاف المصطلح، والمنهج بطبيعة الحال، وقد بدأ الناقد الاقتراب من معالجة الموضوع من خلال سؤاله الآتي: ما حقيقة الفكرة التي يمكن أن ترقى إلى مستوى النظرية النقدية؟ ويعني بها المقاربة بين السرقات والتناص ،ثم تبعها بالسؤال: أهي معادل لما يطلق عليه السيمائيون (التناص)، أو هي شيء يختلف ؟وهل لنظرية التناص من حيث هي فكرة أثر في التراث النقدي العربي؟، وكان قصد الناقد عبد الملك يحوم حول البحث في التناصيّة من وجهة نظر عربيّة ، وهو يحاول بناء نظريّة نقديّة على آثارهما.
بينت الدراسة ان التناص(intertexture)من المصطلحات النقديّة الوافدة إلى الخطاب النقدي العربي المعاصر ،دخل ثقافتنا الأدبيّة أول مرّة من البوابة الجامعيّة بشيء من الابتسار، والخلط، بداية الثمانينيّات من القرن العشرين، بعد أن شاع في فرنسا على يد الناقدة المعروفة(جوليا كرستيفا)صاحبة التحديد المنهجي الدقيق لمسائله النظريّة ، والتطبيقيّة المهمّة وقد عرّفته بقولها:((إنّه ترحال للنصوص، وتداخل نصيّ، ففي فضاء نصّ معيّن تتقاطع ، وتتنافى ملفوظات عديدة مقتطعة من نصوص أخرى)) ، ليمرّ بسلسلة من القراءات الأوربيّة المحكمة التي تعاملت معه تعاملا نصيّا بدءا من(باختين) الذي تعاطى مع مفهوم المصطلح دون أن يُعنى بشكله ، و(فيليب سوليرس)الذي وجد النص – أي نص- يتشكل من حافات نصوص أخرى ، و(جوليا كرستيفا) التي وجدت أنّ النصّ يرتبط باللسان الذي هو تنظيم منطقي، ونحوي خاضع للتحوّل، و(رولان بارت)الذي وجد أنّ التناص في استحالة العيش خارج النص اللامتناهي، و(جيرار جنيت)الذي تحدّث عن التناص العابر أو التعالي النصي لتتبناه النقديّة العربيّة بمختلف مناهجها، ومرجعيّاتها فيما بعد.