
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية ينشر دراسة بجريدة القدس العربي في رايموند وليامز رائد النقد الثقافي في الفكر الغربي
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية ينشر دراسة بجريدة القدس العربي في رايموند وليامز رائد النقد الثقافي في الفكر الغربي
نشر التدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى الاستاذ المساعد الدكتور خالد علي ياس ، دراسة في جريدة القدس العربي بعنوان ( رايموند وليامز رائد النقد الثقافي في الفكر الغربي ) ، بعددها الصادر في 28 تشرين الثاني 2018 .
وجاء في الدراسة أنّ الحديث عن ظاهرة نقدية مهمة ، في النّظرية الأدبية مثل الدّراسات الثقافية والنّقد الثقافي ، تتطلب العودة إلى أهم النّقاد المعاصرين، الذين نضّجوا المفهوم وطوروه تنظيرا ونقدا، غير أنّ أشهرهم في الثّقافة الغربيّة ـــ الأسبق لهذا النّمط النّقدي ـــ ثلاثةُ نقاد ذوو تأثير كبير في هذا المجال هم ، تيري إيغلتن وفردريك جيمسون وإدوارد سعيد ، الذين شكلوا مع بعضهم مجموعة خاصة يمكن أن أسميها (مجموعة النّقد الثقافي المعاصر) في المدرسة الأنكلو/أمريكية ، وهو ما أكدته في مؤلفي الجديد عن النّظرية النّقدية الغربيّ ؛ لما تبنوه من رؤى ومفاهيم ما بعد الحداثة ، في النّزوع نحو الإبداع ، والفكر ، والثّقافة بعامة ، ولاسيما النّقد الثّقافي ، وهي مجموعة انطلقت أو أكملت الطريق الوعر الذي جربه من قبلُ نقاد سابقون لهم ، فمن كان صاحب الرّيادة في هذا المجال؟ وكيف استطاع تحويل المنهج النّقدي إلى رؤية مغايرة؟
وخلصت الدراسة الى ان مشروع رايموند وليامز الثّقافي، يؤكد تحويه المعرفي والفكري بالمنهج السّوسيولوجي، من كلاسيكية الفكر إلى حداثته الواعية بالمفهوم السوسيو/ نصي، الذي ينظر الى النص نظرة مغايرة ، ويؤمن بأنّ البنية واللغة قادرتان على أن تنتجا واقعهما الثقافي الخاص، حتى في حالة الانتقال من الرّؤية التّقليدية إلى الرّؤية الحديثة، ولاسيما أنّه يعيد الحداثة إلى جذور سوسيو/اقتصادية مرتبطة بطبيعة المجتمعات الرّأسمالية النّاشئة في أوروبا، بمعنى، يؤول هذا النّاقد شكل البنية الجديد/الحديث المكتسب بفعل تحولات الحداثة مثل: فقدان الرّوابط ذات الدّلالة، وفي حالة الإعلانات والسّينما الصور الغريبة والغامضة، والانقطاعات في السّرد، وشكل البطل المنعزل وحيدا، فضلا عن طبيعة المأساة ونظريتها في العصر الحديث، التي وجد أنّها تمثل الشكل الثقافي الحديث، راصدا عبر ذلك عوالم مسرحية مختلفة، مسلطا الضوء على مآسي الطبقة البورجوازية أو ما أطلق عليه (المأساة الليبرالية)، ويبدو أنّ تأثيره سيكون واضحا في ما بعد على تفكير تيري إيغلتن، ولاسيما في كتابه «العنف الجميل ـــ فكرة المأساوي»، الذي أراد فيه إيجاد توجيه مغاير لمآسي العصر الحديث، وعليه فقد وعى بوساطة هذه الرّؤية الحديثة، الفنون المختلفة للثقافة بمختلف أجناسها، ليصل معها إلى تحولات ما بعد الحداثة، مع إشارات أولية دالة على العالم الافتراضي وعلاقته بالإبداع، كما فعل من قبلُ والتر بنيامين في مقاله الشّهير «العمل الفني في عصر إعادة إنتاجه تقنيا»، إذ عمل على رصد التّحولات الثقافية ضمن المجتمع التقني الصاعد، وعلاقة المنتوج الإبداعي بالتكنولوجيا، برؤية مستقبلية تعلم أين تتوجه الثقافة، في عصره ومجتمعه شديد التّغير والتّأثير بالنتاج الثقافي بشكل عام، ولعل ذلك ما رسّخ مشروع هذا النّاقد الثقافي، وجعله في مصاف النّقاد العالميين ، الذين عملوا على تأويل المنتوج الثقافي برؤية سوسيو اقتصادية ثابتة ومعاصرة وهو ما اكده كثيرا في كتابه الأخير «طرائق الحداثة» .