تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية ينشر بحثا في مجلة الجمعية السورية للصحة النفسية
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية ينشر بحثا في مجلة الجمعية السورية للصحة النفسية
نشر تدريسي من قسم العلوم التربوية والنفسية في كلية التربية للعلوم الانسانية بحثه الموسوم بـ ( الاحباط الوجودي وعلاقته بالاضطرابات النفسية لدى اللاجئين السوريين داخل العراق ) ، في مجلة الجمعية السورية للصحة النفسية ، الصادرة في تركيا .
ويهدف البحث الذي نشره الاستاذ الدكتور ( هيثم احمد علي الزبيدي ) ، إلى التعرف على مستوى الإحباط الوجودي لدى اللاجئين السوريين ، ومستوى الاكتئاب لديهم ، والقلق من الموت ،ومستوى الأفكار الو سواسية ، فضلا عن التعرف فيما أذا كانت هناك علاقة ما بين الإحباط الوجودي وكلا من الاضطرابات النفسية (الاكتئاب . القلق من الموت , الأفكار الو سواسية ) .
وتوصلت الدراسة ان الظروف العصيبة التي يمر بها اللاجئين اثرت على كثير من الجوانب الشخصية والنفسية لديهم , وان هذه الظروف تركت اثارا نفسية سلبية ، وان من اهم الاثار النفسية التي تركتها ( الإحباط الوجودي) ، بسبب مشاعر الخواء والفراغ والملل واللاجدوى التي تنتاب اللاجئين في معظم نواحي حياتهم ، فكثرة الضغوط النفسية والأزمات التي يتعرض لها اللاجئين ورتابة البيئة المحيطة به وخلوها من المظاهر الإنسانية ، من شانها أَن تدفع الإنسان إلى أَن يعيش حياة خالية من المعاني والقيم ، فالإحباط الوجودي يحدث عندما تعاق لدى الإنسان إرادة المعنى بسبب الظروف البيئية القاسية المحيطة به ، مما يؤدي إلى الشعور بأَن الحياة فقدت معانيها من حوله ، فلا يشعر بالحماس للعمل ، ولا يبدو لديه أي هدف واضح في الحياة يسعى إلى تحقيقه ، بل تصبح الحياة عديمة ومملة فيعتقد بأَن وجوده لا معنى له .
وتوصلت الدراسة ايضا إن مظاهر العجز والعزلة وفقدان المعنى ، وعتمة المستقبل ، وافتقاد الأمل ، والضياع أَبرز السمات السائدة في الحياة الإنسانية المعاصرة ، ويعود ذلك إلى التحولات السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية المتسارعة التي كان لها الأثر الكبير في تنامي الضغوط التي قيدت حرية الإنسان ، وإعاقة إرادة المعنى لديه في هذه الحياة حيث يستثير الإحساس بالفراغ الوجودي حالة القلق الوجودي , ويبدو أن الجذر الأساسي للقلق الوجودي عند الإنسان هو قلق الموت والخوف من العدم ، وغالباً ما يرتبط القلق الوجودي بالقلق العصابي ، فعندما لا يمتلك الفرد أي شيء جدير بالحياة أو يستحق التضحية لأجله ، وعندما تصبح حياته خالية من اي مضمون ايجابي ، عندها يميل القلق العصابي ليشمل كل المجال الشخصي للفرد ، ويبدو بشكل أساسي في ثالوث الصعاب المعاصر ( الاكتئاب ، الإدمان ، والعدوان ) ، غير أن الأفراد الذين يعانون من نقص في المتعة ومن مشاكل عائلية واجتماعية يعانون من أعراض اضطراب الأفكار الو سواسية .
واوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بالجانب النفسي للاجئين السوريين واعادة تأهيلهم ، وزيادة دعمهم واعادة الثقة الى نفوسهم .
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية