
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش تقويم فكر الفراء النحوي
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش تقويم فكر الفراء النحوي
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ ( تقويم فكر الفراء النحوي ) .
وتهدف الدراسة التي قدمتها الطالبة ياسمين غضبان لطيف ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور ابراهيم رحمن حميد ، الى اخضاع فكر الفراء النحوي لما شاع وأُجمع عليه من الفكر النحوي , وعن طريق هذه العملية يتم ( تقويم فكر الفراء النحوي ) ، وتفترض فكرة الرسالة أنّ القاعدة النحوية لا تمثلها الا اللغة الشائعة بين الناس والتي تمثل المستوى الادبي الذي من اللغة .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها إنّ عناية الفراء في تنوع القراءات القرآنية هي التي جعلت نحو الفراء يتسع ويجيز الكثير من القواعد الجزئية التي أثقلت كاهل النحو العربي ؛ لأن الكثير من القراءات مبني على لهجات لم تشتهر على مستوى ما شاع واستفاض من كلام العرب، وإنّ الفراء لم يتعصب لفئة أو مدرسة من دون غيرها , وإنما على العكس من ذلك , فعلى الرغم من أنه من أعمدة المدرسة الكوفية , إلا إننا وجدناه في كثير من الأحيان يتبع سيبويه ويخالف أستاذه الكسائي , وهذا دليل على أنه قرأ كتاب سيبويه بتمَعُّن ثم اقتنع به , ومن الأدلة على ذلك , إنّ هناك خمسين بيتاً من الشعر المجهول استشهد بها سيبويه ولم يعرف قائلها , وتبعه الفراء في ذلك الاستشهاد وأزاد عليها , وهذا يجعلنا نفكر في أمرين : الأول أنه سار على نهج سيبويه في عدم ذكر القائل , والثاني إنه أخذ الابيات من (الكتاب) بأصيلها ومصنوعها وجعلها شاهداً على قواعده .
وبينت الدراسة إن الفراء النحوي هو أول من بالغ في تعدد الاستشهاد في الابيات الشعرية للحكم النحوي الواحد , لكن على الرغم من مبالغته هذه الا أننا نجده في كثير من الاحيان يتعصب للقياس ويهمل السماع ، وإنّ تعصب الفراء للقياس جعله يرد الكثير من السماع في كثير من المواضع على عكس ما هو مألوف عند علماء المدرسة الكوفية , و في المقابل فقد وجدته في كثير من الأحيان يحتكم الى الشاذ من كلام العرب ليرد به ما شاع واستفاض على مستوى القياس من كلام العرب , ومن ذلك يتضح أنّ فكر الفراء النحوي لا تنطبق عليه ظاهرة أو منهج معين ، وأنّ كثرة ولوعه في الاطلاع على العلوم جعلت منهجه يتأثر بتلك العلوم , مما جعل المتلقي يفكر كثيراً أمام نحوه وما يؤول اليه , لذا فأن أغلب تعليلاته متأثرة بالمنهج الفقهي منهجاً واصطلاحاً .
واكدت الدراسة ان الفراء النحوي غالباً ما يستعمل المصطلحات المترادفة , بل يتناول الكثير منها في موضع واحد, وهذه سمة من سمات العلماء المتكلمين , إذ إنهم كثيراً ما يرادفون في كلامهم , وفي بعض الأحيان يستعمل الاول مشتقاً والثاني مجرداً, وهذا لا يتـــفق ، وليس كل مصطلحين يُذكران في نص واحد , ويكونان قريبين في مفهوميهما مترادفين , بل إنه في الكثير من الأحيان يبتغي الفرق بينهما , ويتضح ذلك من خلال تكرار القراءة في نصه ، وان هناك من الأحكام أطلقها الباحثون على المصطلحات التي استعملها الفراء لم تكن دقيقة ؛ لأنها ناتجه عن سوء فهم ؛ لأن الفراء – كما مر بنا – صاحب لغة عميقة تتطلب الوقوف ملياً للوصول الى تأويلها , وما ذلك إلا نتيجة اتساع ثقافته .