رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الخلاف اللغوي بين أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة من 1934-2015
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الخلاف اللغوي بين أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة من 1934-2015
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (الخلاف اللغوي بين أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة من الدورة الأولى 1934وحتى الدورة الحادية والثمانين 2015 ) .
وتهدف الدراسة التي قدمها الطالب فؤاد عبدالله عمران ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور محمد صالح ياسين ، الى تسليط الضوء على خلافات التي حدثت بين أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ ثلاثينيات القرن الماضي أبداءً من الدورات الأولى للمجمع إلى يومنا هذا في ما يتعلق بدراسة المسائل اللغوية وظواهرها .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها أنّ مجمع اللغة العربيّة بالقاهرة يمتلك الروح الإيجابيّة المرنة والتي تُمكّنه من إقرار كثير من المسائل اللغويّة التي كان فيها خلاف قديم أو حديث، فهو قد يُخالف أقيسة اللغويين القُدماء ويُقرُّ أسلوبًا أو مادّة لغويّة بالاعتماد على ما شاع على ألسنة الناس واستعمله النقّاد والدارسون المُعاصرون، وهذا الأمر كان له أثر إيجابي مردود في نفوس المُتكلّمين المُعاصرين، وهو بطبيعة الحال يفتح الآفاق لنمو اللغة العربيّة المُعاصرة ويطوّر من إمكاناتها، وإنّ مجمع اللغة العربيّة بالقاهرة قد تعامل بجديّة مع الآراء للمُخالفين والمؤيّدين من أعضائه في المسائل اللغويّة التي قدّمتها لجانه اللغويّة كلجنة الأصول والألفاظ والأساليب، ولا يُميّع المجمع آراء أعضائه حتى المُخالفين منهم.
وبينت الدراسة إنّ اختلاف الآراء ووجهات النظر بين الأعضاء في المسائل اللغويّة تنشط المجمع وتوسّع ثقافة أعضائه، وقد تُفطّنهم على كشف مسائل لغويّة أخرى مهمّة يُمكن دراستها وإصدار قرار بشأنها، ولقد كان للخلاف اللغوي بين أعضاء المجمع أثره في مُراجعة بعض المسائل اللغويّة وضبطها والتي كان المجمع قد اتّخذ فيها قرارًا سابقًا وإعادة النظر بتلك القرارات وإلغائها وإصدار قرارات جديدة بشأنها، وإن مجمع اللغة العربيّة بالقاهرة قد يتّخذ قرارًا لغويًّا يتّفق مع رأي أحد أعضائه وإن كان رأيه مُخالفًا لرأي اللجنة اللغويّة صاحبة القرار نفسه، وذلك إذا استند في رأيه على حجج قويّة لا يُمكن ردّها بسهولة.
واوضحت الدراسة إنّ مجمع القاهرة اللغوي لم يغلق الأبواب في إقرار المسائل اللغويّة التي تخدم اللغة العربيّة وتنميها وإثرائها، وعمل على إقرار الكثير من المسائل والألفاظ والأساليب، وأنّ لجنة الأصول والألفاظ والأساليب في المجمع اللغوي بالقاهرة ، ولأجل تيسير قواعد الاستعمال اللغوي الصحيح قد اعتمدت منهجًا واحدًا غلب على عملها في تجويز المسائل اللغويّة المُعاصرة التي اعتنت بدراستها، وهو البحث عن شيء قديم يُمكن أن تقيس عليه ثم تحتج لهذا القياس بالمسموع ببعض الشوارد النادرة من المأثور ، وإنّ الخلاف اللغوي بين أعضاء المجمع اللغوي يُقدّم حلولاً مُختلفة لإقرار المسائل اللغوية، فمن خلال نتيجة الخلاف بين الأعضاء عمل المجمع على إقرار ما هو صحيح ومُفيد للغة العربيّة .
واكدت الدراسة أنّ أعضاء المجمع مُنقسمين على ثلاثة أقسام: المُنكرون لبعض المسائل والظواهر اللغويّة ولا سيما ظاهرة التعريب وهم الأزهريون، والقسم الثاني من أعضاء المجمع وهم المؤيّدون لبعض مسائل اللغة وظواهرها وهم المُناصرون لظواهر اللغة على سبيل المثال ظاهرة التعريب، والقسم الثالث من أعضاء المجمع وهم الوسطيّون أي: المُحايدون في قراراتهم لمسائل اللغة وظواهرها.