
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش ألفية ابن مالك دراسة في التقويم المنهجي
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش ألفية ابن مالك دراسة في التقويم المنهجي
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (ألفية ابن مالك دراسة في التقويم المنهجي من خلال شرحي ابن هشام ( ت 761 هـ ) ، وابن عقيل ( ت 769هـ ) ) .
هدفت الدراسة التقدم بها الطالب حيدر حامد عبد الحميد ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور حسين ابراهيم مبارك ، الى الوقوف على منهج الشارحين في تيسير ألفية ابن مالك و توضيحه ، وتقويمه بوساطة استعمال الأدلة التي وثقا بها قواعدهما وأصولهما اللغوية والنحوية ، والكشف عن الفكر النحوي الذي أنماز به الشارحان من ردودٍ وخلافاتٍ ومصطلحاتٍ وحدودٍ .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان ألفية ابن مالك كان اشهر كتابٍ بعد كتاب سيبويه لما تبوأت من منزلةٍ عالية في نفوس العلماء وطلبتهم ، وقد رأى كثيرُ من النحاة ضرورة شرحها وتيسير ما غمض منها ، وتفصيل ما اجمل منها والتمثيل لما أصل بها من أصول ، وحقًا فقد انبرى عشرات من الشرّاح لذلك ، وكان توضيح ابن هشام ، وشرح ابن عقيل من بين الشروح التي قربت اصول الخلاصة الى انفس القراء بأقربِ أسلوبٍ ، وأجزل عبارة حتى صارت دراسة الشرحين مِن أولِ أولويات طلبة اللغة والنحو، وان الشارحين أهمل شرح مقدمة الألفية وخاتمتها، وهذا يجعلنا ان نقرر مطمئنين أن الغاية الأولى من شرحيهما كانت تعليميةً، وهذا يبرر سبب اهمال المقدمة والخاتمة، لعدم اشتمالهما على المسائل اللغوية والنحوية ، وقد حاول ابن هشام ان يختط لنفسه منهجًا في ترتيب ابواب الألفية فكان يقدم ويؤخر بينها تبعًا لما يُمليه عليه التسلسل المنطقي للمادةِ المشروحة بحسب ما يراه اقرب الى ذهن المتعلم ، أمّا ابن عقيل فقد رتب شرحهُ وفقًا لترتيب الناظم فكان يأتي ببيت الألفية ثم يشرحهُ من غيرِ أن يُغير في ترتيب الأبواب ، جاء أوضح ابن هشام مختصرًا في مواضع كثيرةً، وقد يشوبه الغموض في مواضع أخرى .
كشفت الدراسة أن ابن هشام وضع لأوضحه مقدمة كشفت المنهج الذي سيتبعه في شرح الألفية وألتزم بأكثر ما قرره لنفسه من اصولًا في المقدمة ولم يحد عن ذلك إلا قليلًا وكانت مقدمتهُ تُحاكي أصول التأليف في المقدمات الحديثة ، وأمّا ابن عقيل فلم يكن للمقدمة مكانٌ في شرحه ، وانما أبتدأ شرحه بأقسام الكلام ، ولعل السبب في هذا أن منهجه قائم على شرح الألفية بيتًا بيتًا ، وقد بنى الشارحان شرحيهما على المصادر اللغوية والنحوية التي سبقتهما أعلامًا وكتبًا وتفاوتت طرق النقل بالنص ، او النقل بتصرف فالشارحان وإن أخذا بالمذهب الكوفي في مواضع عدة من شرحيهما غير أن مصادر البصريين قد شكلت اللبنات الأساسية في بناءِ شرحيهما ولم يستقيا معلوماتهما من كتب النحو فحسب وانما رجعا الى مصادر آخر ككتب التفسير واللغة وبعض الدواوين .