
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش شروح التعريف بضروري التصريف لابن مالك
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش شروح التعريف بضروري التصريف لابن مالك
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ ( شروح التعريف بضروري التصريف لابن مالك ( ت 672 هـ ) – دراسة تحليلية موازنة ) .
وتهدف الرسالة التي تقدمت بها الطالبة ( هدى داود سليم ) ، الى دراسة شروح التصريف لابن مالك ، حيث حَظي (علم التَّصريف) بعناية علماء العربية , إذ عليهِ المعوَّلُ فِي ضبط الصِّيغ , وبهِ يُدْفَع اللَّحنُ فِي نطقِ الكلمات , ولا تقوم علوم العربية إلّا بهِ ، فما انتظم عِقْدُ علمٍ إلّا والصَّرف واسطتُهُ , ولا ارتفع منارُهُ إلّا وهو قاعدتُهُ , إذ هو إحدى دعائم الأدب , وبهِ تُعْرَف سعة كلام العرب ، وقد اتاحتْ هذهِ الدِّراسةُ الموازنةَ بين منهجَي عالِمَين من علماء القرن السَّابع الهجري وهما : (ابن مالك وابن إياز) , وعَالِمٍ من أعلام القرن الثامن الهجري وهو (أبو حفص) .
وخلصتُ الرسالة إِلى جملةٍ مِنَ النتائج كان من اهمها ، ان الشَّارحون لَمْ يختلفوا فِي الأُسس المنهجية التي اعتمدها كلٌّ منهم مِن تعريفات واسلوب واستدلال ، وان كثرة المصادر وتنوع الأعلام والنَّقل عنهم جعل من شرح التَّعريف لابن اياز أوسع الشروح تحليلًا وتفصيلًا وتعليلًا وتنوعًا للآراء الصرفيَّة ، كما اعتمد الشَّارح (أبو حفص) فِي شرحهِ عَلَى سابِقَيْهِ (ابن مالك وابن إياز) كثيرًا , إذ نجدُ الكثير مِنْ نصوص إيجاز التَّعريف لابن مالك نقلها أبو حفص , من دون أنْ يُصرِّح بذلك النقل ولعلَّ مردَّ ذلك إِلى أنَّ كثيرًا مِنْ علماء تلك الآونة كان هذا دأبهم , إذ قلَّما يُشيرون إِلى المصادر التي ينقلون منها .
وبينت الرسالة ان (أبو حفص) يميل إِلى موافقة (ابن مالك) فِي الكثير مِنَ المسائل الصَّرفية التي تناولها والانتصار لهُ, إذ يرى أنَّها صفة محضة , فِي حين يرى جمهور النُّحاة أنَّها صفة جارية مجرى الأسماء ، وأنَّ (أبا حفص) كان لا يميل إِلى مذهبٍ نحويّ معيَّن فهو يتَّخذ من مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين ما يراهُ هو مناسبًا , وبهذا فهو يتَّبع ابن مالك فِي انتقائهِ مِنَ المسائل ما يراهُ مناسبًا مع رأيهِ , فكان احيانًا لا يتّفق مع سيبويه فِي بعض المسائل الصرفية ، واتفق الشَّارحون عَلَى عدم القياس على الشاذ متَّبعين خطى جمهرة علماء العربية فِي هذا الصدد ، وامتاز شرح (أبي حفص) عَنْ الشَّرحين الآخرَينِ بكثرة شرحهِ للمفردات وإبانة معانيها في المواطن التي ترد فيها , بحيث إنَّهُ كان يكفي قُرَّاء شرحهِ مؤونة الاستعانة بالمعجم والوقوف عَلَى معاني جملة مِنَ المفردات التي كانت تأتي أمثلة عَلَى الصيغ الصَّرفيَّة ، ولَمْ يختلف الشَّارحون فِي استعمالهم للمصطلحات الصَّرفيَّة , إذ إنَّهم جاؤوا فِي الوقت الذي نضج فيهِ المصطلح الصَّرفي واستقرَّ مدلولهُ لذلك فهم لَمْ يأتوا بمصطلحٍ جديدٍ مكتفين بالمصطلحات الصَّرفيَّة التي كانت شائعة فِي الدرس اللَّغوي .
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية