
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الحياة النيابية في تركيا ومراحل تطورها 1983-1995
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الحياة النيابية في تركيا ومراحل تطورها 1983-1995
كتب / اعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (الحياة النيابية في تركيا ومراحل تطورها 1983-1995) .
وتهدف الدراسة التي قدمها الطالب (علي إسماعيل زيدان الجبوري ) ، الى تسليط الضوء على مرحلة التحول الديمقراطي في تركيا اذ شهدت هذه الفترة ازمات سياسية ، وإن النظام السياسي التركي يميل لأن يتخذ شكل دولة تأخذ بالنظام الدستوري ، وتكون الهيمنة فيها للقانون والدستور، الميزة الاخرى للنظام السياسي التركي الاخذ بمبدأ فصل السلطات الذي يشبه الانظمة الغربية التي تقسم عموما الى جهاز تشريعي وتنفيذي و قضائي .
وناقشت الدراسة الأوضاع السياسية التركية ومدى تأثيرها على الانتخابات العامة والبلدية ، وما تأثير تردي الوضع الاقتصادي على الناخب التركي ، وما انعكاس الأزمات الداخلية والاقليمية على الانتخابات النيابية ، وهل احدثت الانتخابات النيابية ثقافة ديمقراطية لأوساط الرأي العام التركي ، وهل شهدت الانتخابات النيابية خطاً متصاعداً للعمل الديمقراطي وتقبل الآخر، وهل كانت حقوق الاقليات محترمة .
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من اهمها ان المؤسسة العسكرية عملت بعد قيامها بالانقلاب العسكري عام 1980 على تشكيل حكومة مدنية برئاسة بولنت اولصوا ، وعملت هذه الحكومة على اصدار دستور جديد للجمهورية التركية عام 1982 ، واصدار قانون الاحزاب السياسية في نيسان عام 1983 وقانون الانتخابات في حزيران من العام نفسه ، وسعى النظام التركي خلال المدة 1980 – 1983 في اتخاذ اجراءات تقشفية في الوقت الذي تمارس فيها ضغوطا سياسية وهو العنصر الاساسي لنجاح سياستها الرامية الى تنظيم الاوضاع الاقتصادية ، وتشكل انتخابات عام 1983 أول خطوة في مسار عودة الحياة الديمقراطية الى تركيا ، إذ شارك في هذه الانتخابات ثلاثة احزاب فقط من بين خمسة عشر حزبا لم يسمح لها بالمشاركة ، وذلك على اعتبار انها احزاب غير موافقة للشروط او انها ذات توجهات اسلامية ، وقد تصدر حزب الوطن الام نتائج الانتخابات ، وافرزت انتخابات عام 1983 نتائج مفاجئة وذلك بصعود اليمين وحصوله على المركز الاول ، بينما الاحزاب المؤيدة للجيش لم تحصل على نتائج تؤهلها لتشكيل الحكومة ، تؤكد هذه النتائج على العزوف الشعبي عن أحزاب الجيش وذلك لما عاناه الشعب كثيرا من سيطرة العسكر وتحول تأييده الى اليمين على اعتبار انه الاصلح لحكم تركيا .
بينت الدراسة ان نتائج الانتخابات البلدية لعام ( 1984 ) جاءت لتعطي التأكيد بان الشعب التركي يؤيد حزب الوطن الام وذلك لحصوله على ( 55 ) بلدية من اصل ( 67 ) بلدية وكذلك لتؤكد بان الشعب لن يؤيد الاحزاب التي تدعمها المؤسسة العسكرية ، وجاءت نتائج الانتخابات البلدية لعام 1989 لتعطي إيذانا بتراجع هيبة حزب الوطن الام وذلك بسبب عدم جديته في معالجة الاوضاع الاقتصادية مما دفع بالشعب عن العزوف عن انتخابه ، إذ حصل في هذه الانتخابات على المركز الثالث ، وجاءت المتغيرات الداخلية والاقليمية لتؤثر على الاوضاع الاقتصادية الداخلية في تركيا ، وتمثل انتخابات عام 1991 بداية تدهور سمعة توركت اوزال وحزب الوطن الام بسبب تراجع القاعدة الشعبية له نتيجة عدم ايفائه بعهوده التي قطعها للشعب في الانتخابات ، وتعد الانتخابات البلدية لعام 1994 بداية بروز وصعود التيار الاسلامي ، إذ حصل حزب الرفاه في هذه الانتخابات على (28( بلدية من مجموع ( 76) بلدية من ضمنها اهم بلديتين هما انقرة واستانبول ، وكان سبب صعود حزب الرفاه هو القاعدة الشعبية التي يمثلها الاسلاميون ، جاء الحصار على العراق ليوقع تركيا في مشاكل وازمات داخلية، إذ كانت تركيا تتوقع مساندتها للتحالف الحصول على أمرين سياسي واقتصادي ، ومثلت انتخابات عام 1995 مفاجئة لتركيا والعالم ، إذ حصل حزب الرفاه على المركز الاول ، الا انه على الرغم من حصوله على المركز الاول الا ان النسبة المئوية بين الاحزاب متقاربة مما حصل تشكيل الحكومة بغاية من الصعوبة ، إذ عملت احزاب اليمين رغم التنافر الذي بينهم على تشكيل الحكومة ، الا ان هذا التحالف لم يستمر طويلا إذ انفرط عقد هذا التحالف بعد عدة اشهر .
كان من المقرر دستوريا ان تجري الانتخابات العامة والبلدية كل خمس سنوات اِلا أنه في المدة 1983-1995 لم تجرَ الانتخابات كما اوضح الدستور انما جرت كل اربع سنوات إذ انها كانت تقدم قبل موعدها بسبب الظروف الداخلية غير المستقرة التي كانت تمر بها تركيا .