رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الاثر السياسي لجيرالد فورد في الولايات المتحدة الامريكية 1913- 1977
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الاثر السياسي لجيرالد فورد في الولايات المتحدة الامريكية 1913- 1977
كتب / اعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ ( جيرالد فورد واثره السياسي في الولايات المتحدة الامريكية ) .
وتهدف الدراسة التي تقدم بها الطالب ( علي ابراهيم عيدان ) ، الى تسليط الضوء على الأثر السياسي لجيرالد فورد في الولايات المتحدة الامريكية ، اذ عُدَّ الرئيس الأمريكي الثامن والثلاثون وأول رئيس يتسنم منصب نائب الرئيس ، ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية من دون انتخاب ، على إثر فضيحة ووترغيت واستقالة الرئيس السابق ريتشارد نيكسون، وهي سابقة فريدة من نوعها لم تحدث في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، فضلًا عن أَنَّهُ تولى منصب الرئاسة في ظل ظروف استثنائية .
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابرزها ان فورد تميز بميوله السلمية والابتعاد عن السلوكيات العدوانية ، وقد رافقت تلك السلوكيات معظم محطات حياته الاجتماعية والمهنية والسياسية، ابتداءً من أسرتهِ، وانتهاءً بإدارته للبيت الأبيض، بل سخرت تلك الصفة في إيجاد حلول سلمية لعدد من المشكلات الكبرى التي واجهت الولايات المتحدة في عهدهِ، كان أهمها سياسة الانفراج مع الاتحاد السوفيتي والمعسكر المتحالف معه، وإيجاد حلول سلمية لعدد من المشكلات والقضايا الدولية، منها حرب فيتنام والأزمة الكورية، وكذلك أزمات الشرق الأوسط والصراع العربي – الإسرائيلي ، لم تتميز شخصية ، بالذكاء الحاد والنظرة الثاقبة أو سرعة البديهة، وإنَّما كان يميل إلى التأني في التفكير أحيانًا، والسذاجة في أحيان أخرى ، بدليل إقراره بالخطأ عن بعض الأفكار والتصريحات التي تبناها في مسيرة حياته السياسية، كذلك لم تسجل للشخصية ميول نحو الغلو والتطرف ، لا في الأقوال ولا في الأفعال ، وهذه الصفة قللت من الأخطاء التي تسجل بحقهِ في هذا الخصوص .
وبينت الدراسة ان فورد وصف بأنَّهُ شخصية برلمانية ناجحة ، بدليل تكرار انتخابه لاثنتي عشرة دورة انتخابية ، ولمدة خمسة وعشرين عامًا ، وبنسبة نجاح تتجاوز 60%من أصوات دائرته الانتخابية في ميشيغان ، وهذا يحسب له بسبب تبنيه لقضايا جمهوره وتواصله البنّاء والمثمر معهم ، ودفع فورد ثمن بعض القرارات التاريخية التي اتخذها، وأهمها العفو عن الرئيس نيكسون المتهم بفضيحة ووترغيت، لأنَّ منتقديه نظروا إليها من الزاوية القانونية والسياسية الصرفة، لكنه نظر إلى القضية من زاوية وطنية بالدرجة الأولى، لاعتقاده أَنَّ العقوبة تضعف من هيبة الدولة أمام الاتحاد السوفيتي من جهة، وتزيد من الانقسام الداخلي من جهة أخرى، فضلًا عن طبيعته السلمية الميالة نحو السلمية، كل هذهِ الدوافع جعلته يصدر مرسوم العفو مع معرفته بآثار ذلك القرار على شعبيتهِ الانتخابية ومستقبله السياسي، لكنه ربما أُنصف على ذلك القرار فيما بعد، حتّى من قبل بعض معارضيه آنذاك.
واكدت الدراسة ان ما يخص خسارته في السباق الانتخابي ، فيعود ذلك إلى نظرة الناخبين لطريقة وصوله إلى سلطة الرئاسة، وشكهم في قدرته على إدارة البلاد لولاية ثانية، فضلًا عن إفادة خصومه من هذا الأمر وتسخيره لصالحهم، فضلًا عن ذلك طموحه برنامجًا ورؤًى لمعالجة الأزمات الاقتصادية والعقبات السياسية، ربما كانت جديدة على الناخب الأمريكي وأثرت في القليل من نسب التأييد له، فتراجعت تدريجيًا لصالح المرشح الديمقراطي جيمي كاتر، لكنه كسب احترام الناس في عهده، والأجيال التي تعاقبت من بعده.