رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش سياسة الملك في العصرين الراشدي والأموي من خلال كتاب نثر الدر للأبي
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش سياسة الملك في العصرين الراشدي والأموي من خلال كتاب نثر الدر للأبي
كتب / اعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (سياسة الملك في العصرين الراشدي والأموي من خلال كتاب نثر الدر للأبي ( ت : 421 هـ ) دراسة تاريخية – تحليلية ) .
وتهدف الدراسة التي تقدم بها الطالب ( عثمان نوري ثامر ) ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور ( صدام جاسم محمد ) ، الى معرفة كل ما يخص سياسة الملك في العصرين الراشدي والأموي من خلال كتاب نثر الدر للأبي ( ت : 421 هـ ) ، والبحث عنها بالتحري في الكتب العامة والخاصة وغيرها من الكتب .
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابرزها إن أبو سعد الآبي هو واحداً من الأدباء الذين كانوا يمتلكون المكانة العلمية والأدبية ، ويعد من أبرز الأدباء الذين أخذوا مساحة واسعة في الأدب أمثال الجاحظ (ت255هـ/868م) وابن قتيبة (ت276هـ/889م) والثعالبي (ت429هـ/1037م) وغيرهم ، وأثبتت الدراسة إن الآبي قد كرس حياته من أجل العلم والمعرفة على الرغم من أنه تولى منصب الوزارة ، إلا أنه اشتهر وعرف بالجانب العلمي والأدبي أكثر مما عرف في الجانب الاداري ، بدليل عدم اشارت المصادر الى مدة المنصب الذي شغله أو ما يتعلق بحياته كوزير ، غير أنه عرف أديباً ماهراً ناظماً عالي الهمة ، وبينت الدراسة أن للآبي علاقة حميمة وطيبة مع رجال عصره من العلماء والأدباء والوزراء ، وذلك من خلال الأقوال التي قيلت بحقه مدحاً وثناءً ، هذا بلا شك علاقة العالم بعالم آخر الذي يجمعهم حب العلم والمعرفة القائم على الأخوة ، وكشفت الدراسة حالة العصر الذي عاشه الآبي ، وهي حقبة التسلط البويهي منذ ولادته حتى وفاته على الرغم من توليه منصب الوزارة لمجد الدولة ، إلا أن الأخير كان لا يحمل من السلطة إلا اسمها مما جرد الآبي من هذا المنصب بشكل فعلي ، وهي مدة مضطربة عاشها الآبي .
واوضحت الدراسة ان أبو سعد الآبي تناول في كتابه (نثر الدر في المحاضرات) العصر الراشدي وما يتعلق به من مميزات لاسيما عن المقربة التي كانوا عليها الخلفاء الراشدين من الرعية من خلال الوصايا لهم سواء كانت مباشرة أو عن طريق الخطب على المنابر، وذكر أبو سعيد الآبي بعض وصايا الخلفاء الراشدين الى ولاتهم وشدتهم في محاسبتهم لاسيما مع الذين يجدون فيهم تقصيراً تجاه الرعية ، أو يحاولوا أن يستغلوا هذا المنصب الذي وكل لهم ، لذا كان الخلفاء الراشدين لا تأخذهم لومة لائم في الحق ، وبينت الدراسة العدل والانصاف والمساواة التي عرف بها الخلفاء الراشدين بين رعاياهم ، إذ كانوا ينصفون يحكمون بالحق ولو على أنفسهم ، وجعلوا العدل هو المعيار الاساس في حكمهم إسوةً بالرسول الكريم ، وأوضحت الدراسة دور الخلفاء الأمويين في وصاياهم الى الولاة وكيفية اعطاءهم بعض السلطة اللامركزية من أجل الحفاظ على التوازن داخل الخلافة ، فضلاً عن بعض الوصايا التي تتوعد بالترغيب والترهيب لمن تسوس له نفسه أو يستغل المنصب من أجل اشباع رغباته ، وأكدت الدراسة على حسن السياسة والتدبير الذي عرف به الخلفاء الأمويين في إدارة الدولة وكيفية مراعاة كل الظروف المحيطة ، من خلال تقربهم الى الرعية بعطاياهم والتودد لهم لاسيما رؤساء القبائل والوجهاء الذين يشغلون مكانة في قلوب العامة ، هذه السياسة اتبعها الأمويون لكسب أكبر عدد من مؤيديهم ليمنحهم السلطة الشرعية في إدارة الدولة ، وبينت الدراسة الحلم والعفو الذي عرف به الخلفاء الأمويين من أجل تثبيت دعائم الحكم ، فقد كان حلمهم سابقٌ لغضبهم ، ويعفون في كثير من المواضع ، إذ لم يكن هذا الحلم أو العفو يحيل بينهم وبين ملكهم .