كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في خصوصية اللغة العربيَّة في الإمتاع الصَّوتيّ
كتب/إعلام الكلية:
عقد قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى ندوة في خصوصية اللغة العربية في الامتاع الصوتي .
هدفت الندوة التي ناقش محاورها المدرس الدكتور عبدالله محمد عبدالله الى التعرف على هذا المفهوم الذي يدخل ضمن الدرس البلاغي العربي لطلبة المرحلة الثانية .
بينت الندوة أنه لا شك أنَّ للّغة العربية خصوصية في الإمتاع الصوتي من خلال اعتمادها الصوت كأداة للتأثير في المتلقي, فالكشف عن جماليات النص الأدبي العربي وبنائه, فضلا عن البعد النفسي والموسيقي للنص لا يمكن إدراك أثره إلا بسماعه, إذ إنَّ اللغة المحكية المنطوقة هي التي يتمثل فيها انعكاسات الأصوات، وعلى هذا الأساس كان اهتمام العلماء العرب القدماء كالدؤلي والفراهيدي وابن جني وغيرهم بالجانب الصوتي بداية لكشف التأثيرات الجبارة والفاعلة في بناء النص الأدبي, وإحداث متعة نفسية وفنية، فضلا عن إظهار خفايا النفس في حالاتها المختلفة.
أكدت الندوة أنه لا يخفى أنَّ مادة الصوت هي مظهر الانفعال النفسي, وأنّ هذا الانفعال إنما هو سبب في تنويع الصوت, بما ينتجه من مد أو غنة أو لين أو شدة أو تكرار أو توازي, وبما يهيئ له من الحركات المختلفة في اضطرابه وتتابعه على مقادير مناسبة لما في النص، وهذا الصوت هو من يصنع الإيقاع الذي يلازم الصوت في الوظيفة الدلالية والجمالية؛ فالإيقاع ينتج عن تكرار الصوت وتوازيه الموسيقي على مسافات معينة مما ينتج عنه فجوة تحدث تأثيرًا في المتلقي، وهي خصوصية قلَّما تجدها في بقية اللغات حيث يتضافر الإمتاع الصوتي مع الجانب البنائي لينتج دلالات مختلفة تعمل على إحداث تحولات نفسية وفنيَّة تسهم في تغيير قناعات الجمهور، فضلًا عن عنصر الإمتاع.
أوصت الندوة بضرورة تسليط الضوء على خصوصية الإمتاع الصوتي في اللغة العربية، والقيام بدراسة شاملة تؤسس لهذا المفهوم أصوله التراثية والنظرية.