
كلية التربية للعلوم الإنسانية تقيم حلقة دراسية في حقوق الانسان في القوانين العراقية القديمة
كتب/ إعلام الكلية :أقام قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى حلقة دراسية في حقوق الانسان في القوانين العراقية القديمة .أكدت الحلقة الدراسية التي أدارها وناقش محاورها الأستاذ الدكتور شاكر محمود اسماعيل، أن الانسان يعد المحرك الرئيس لجميع الاحداث التاريخية والانجازات الحضارية على مر العصور ، لذلك ارتبطت معه جميع سبل الارتقاء والتطور الحضاري في جميع بلدان وحضارات العالم ، ولقد كان المجتمع العراقي القديم السباق على جميع حضارات العالم في تحقيق الانجازات الحضارية ، وسن عدد من التشريعات والقوانين التي نظم حياته من خلالها ، فوضعت مواد قانونية ضمنت حقوق جميع افراد المجتمع وجعلت لهم مكانة متقدمة فاقت بها نظيراتها في المجتمعات القديمة الاخرى المعاصرة له، او اللاحقة له بمئات السنين .وضحت الحلقة الدراسية أن معرفة تلك الحقوق التي ضمنتها القوانين العراقية لأفراد المجتمع وما وصل اليه من تنظيم اجتماعي متقدم ، فأننا سننطلق في دراسة حقوق الانسان في القوانين العراقية القديمة من خلال النصوص الكتابية لتلك القوانين ، إذ ان العراق القديم زاخر بالعديد من القوانين التي تميز بها عن غيره من المجتمعات ، وكما هو معروف ان تلك القوانين تعد من اهم مصادر التاريخ الاجتماعي والتشريعي المعول عليها من ناحية دقتها باعتبارها شاهد عيان عن تلك المرحلة التاريخية ، فضلا عن كونها قد دونت بالخط المسماري القديم على الرقم الطينية او حفراً على الحجر مما لا يقبل الشك بدقتها وأصالتها ، فضلا عن كونها العلامة البارزة على رقي ذلك المجتمع وتقدمه الحضاري .بينت الحلقة الدراسية أن المجتمع العراقي القديم قدم العديد من الاصلاحات والقوانين التي نظمت علاقاته العائلية وحياته الاجتماعية واموره الدينية ، منذ عصوره التاريخية الاولى ، وقد تطورت تلك القوانين بناءً على تطورات شؤونه الحياتية ، وتعد اقدم اشارة حسب ما مكتشف لحد الان عن وجود التنظيمات القانونية في العراق القديم ترجع بتاريخها الى الألف الثالث قبل الميلاد وذلك بحدود 2370 ق.م فقد وردت في احد النصوص المسمارية عبارة ( قضيته القضائية التي حُسمت ) ، وهي دلالة واضحة على عمق التأصيل التشريعي الذي وصله المجتمع العراقي القديم ، وهي تأكيد بالوقت نفسه على ان ذلك المجتمع اصبح لديه قضاء تٌعّرض فيه الخصومات والمنازعات منذ تلك الحقب التاريخية الموغلة في القِدم ، وهو يدلل كذلك على ان المجتمع العراقي القديم قد كانت لديه تنظيمات قانونية ربما تسبق الاصلاحات والقوانين المعروفة بمئات السنين .



