
كلية التربية للعلوم الإنسانية تقيم ورشة علمية في الحد من تريف المدن (مدينة بعقوبة انموذجا)
كتب/ إعلام الكلية :
أقام قسم الجغرافية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى، ورشة علمية في الحد من تريف المدن ( بعقوبة أنموذجا ) .
أكدت الورشة التي أدارها وناقش محاورها المدرس المساعد عمر غافل حجي ، أن المدن تمثل ملامح التطور الذي وصل إليه البلد ولعل من واجهته المدن العراقية ومنها مدينة بعقوبة، خلال الأعوام الماضية من هجرة سكانية من مناطق مختلفة من الريف إلى المدينة بسبب الأوضاع الأمنية وشحة المياه التي شهدتها المحافظات العراقية الأمر الذي حول المدن العراقية وخاصة الرئيسة منها إلى مناطق مكتظة بالسكان مما افقدها عدد من الخصائص الحضرية المميزة لها مما نسميه بترهل المدن أو تريف المدن ويمكن ان نحدد عددا من مظاهر تريف المدن ومنها: مدن الصفيح والسكن العشوائي اذ تنشأ مع استمرار الهجرات الى المدينة وبشكل مفاجئ وغير منتظم اذ تعجز المدينة عن استيعابها وفي ظل غياب التخطيط يبادر المهاجرون الجدد الى انشاء مساكن لا تتفق مع قوانين البناء التي تفرضها دائرة البلديات ومع مرور الزمن تتحول هذه المساكن العشوائية الى احياء كبرى مكتظة بالسكان ومفتقرة الى الحد الادنى من خدمات البنى التحتية.
وبينت الورشة أن انتشار النشاط التجاري غير المنظم ينتج عن الزيادة السكانية السريعة تفاوت ما بين اعداد السكان وفرص العمل المتاحة مما يؤثر في ارتفاع نسبة البطالة وانتشار الفقر مما يؤدي الى ممارسة انشطة تجارية غير منظمة ولا تخضع لرقابة الدولة ومن امثلة ذلك الباعة المتجولين سواء بالعربات او بالسيارات المتنقلة وتجارة الرصيف (البسطات) والبيع عند الاشارات المرورية، كذلك ظهور تجمعات سكانية قروية وروابط عشائرية, ومن مظاهر تريف المدن ظهور تجمعات على شكل احياء منعزلة داخل المدن يقتصر سكانها على عائلات وعشائر معينة مما يضعف الاندماج في محيطهم الحضري.
وضحت الورشة أن غياب الساحات والمرافق العامة وضعف الخدمات ولا ينحصر تريف المدن في هذه المظاهر بل يتجاوزها الى اثار تطال مختلف نواحي المجتمع والدولة, ولعل سبب تفشي هذه الظواهر يعود الى جملة من الاسباب والعوامل منها تركز فرص العمل في المدن وخاصة الرئيسة وتهميش المناطق المحيطة بالمدينة واهمال الريف وفتح الحدود امام المحاصيل الزراعية المستوردة دون رقابة مما سبب خسائر للمزارعين دفعهم الى ترك قراهم والهجرة الى المدن متمركزين في مناطق واحياء معينة مشكلين احياء ذات طابع قروي,
وطالبت الورشة بالتدخل الحكومي في الريف من خلال انشاء الخدمات, كخدمات البنى التحتية والصحة والتعليم والاهتمام بالزراعة ودعمها لمساعدة المزارعين في تحقيق عائد مادي يدفعهم الى التمسك بزراعة ارضهم مما يحد هجرة سكان الريف الى المدن, وكذلك الاهتمام والتدخل في المدن من خلال محاربة مدن الصفيح والعشوائيات والتجاوزات على الشوارع والمناطق الخضراء والحد من توسع المدينة باتجاه ريفها وخاصة ان التوسع اخذ طابعا عشوائيا نظرا لارتفاع اسعار الارض مما دفع اصحابها الى بيعها على شكل قطع مختلفة المساحة مما يؤدي الى ظهور احياء غير مخططة وغير مرخصة من قبل الجهات المختصة.


