
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش المظاهر الإيقاعية في شعر المعارضات – دراسة في المبنى والمعنى
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش المظاهر الإيقاعية في شعر المعارضات – دراسة في المبنى والمعنى
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (المظاهر الإيقاعية في شعر المعارضات – دراسة في المبنى والمعنى) .
هدفت الدراسة التي قدمها الطالب نصرالله عباس حميد ، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور علاء حسين عليوي، إلى مناقشة الظواهر الإيقاعية في شعر المعارضات – دراسة في المبنى والمعنى.
توصلت الدراسة إلى كان الإعجاب بالقصيدة المعارَضة وتماثل الموضوعات والظروف المحيطة بالشاعر المعارِض، السبب الأهم وراء نضوج هذا الفن وازدهاره، الذي أدّى إلى التفوق والإبداع في بعض المعارضات، التي اشتهرت أكثر من القصيدة المعارَضة، فضلاً عن تمكّن المعارِض من أدواته وخبرته في مجاله، إذ كان فن المعارضة رافدًا مهمًا أسهم في تطوير الشعر عامة وازدهاره، وغالبا ما تقوم المعارَضة على انجذاب الشاعر وإعجابه واستحسانه بقصيدة متقدمة عليه زمنيًا، ساعيًا إلى التقليد والمجاراة أو المحاكاة فيها، أو ربما التفوق عليها، ناظمًا معارضته على منوال القصيدة المعارَضة بناءً ومعنى، مما يؤكد سلطة النص المعارَض وهيمنة دلالاته وألفاظه وأدواته الأخرى على مخيلة الشاعر المعارِض وذاكرته.
أكدت الدراسة إنَّ الدراسة التحليلية لأوزان المعارضات الشعرية كشفت عن تمكّن أغلب الشعراء المعارِضين من محاذاة النص المعارَض ومسايرة بنيته الوزنية بوصفها شرطًا من شروط المعارضة الشعرية وإحدى سماتها الخاصة. وقد امتدت أغلب التجارب المعارِضة إلى أوزان الشعر العربي الأكثر نظمًا وتداولًا؛ لأنّ أكثر القصائد المعارِضة قامت على اختيار قصائد مشهورة، لها قيمتها في الأدب العربي وتراثه، المنظومة على أوزان تتميز بمساحتها الإيقاعية وبموسيقيتها الجاذبة، إذ نَظَّم عليها فحول الشعر وروّاده.
وضحت الدراسة إنَّ دراسة المظاهر الإيقاعية وتجلياتها في شعر المعارضات المتمثلة بالوزن والقافية، فضلاً عن الموازنات الصوتية الداخلية، كشفت عن نجاح أغلب الشعراء المعارِضين في إنتاج بنية إيقاعية جديدة موافقة للنص المعارَض ومحاذية لموسيقاه الخارجية والداخلية ورؤاه التصويرية. وقد اعتنى شعراء المعارضات بالقافية اعتناءً واضحًا، بوصفها إحدى عناصر الإيقاع الخارجي، التي تُعد شرطًا من شروط إقامة القصيدة المعارِضة ونظمها، وإحدى لوازمها المفروضة التي يصعب الاستغناء عنها؛ لما لها من قيمة صوتية تثري القصيدة إيقاعيًا، وتغنيها صوتيًا ودلاليًا. واعتمد شعراء المعارضات على بعض المحسّنات البديعية والأساليب البلاغية، في رفد قصائدهم بالموسيقى الداخلية، إذ كان التكرار من أكثر الأساليب استعمالًا وحضورًا وبأنماطه المختلفة؛ لما يقوم به من تأثير نغمي في إغناء القصيدة موسيقيًا، فضلاً عن ثرائه الدلالي، الذي يُرشد المتلقي ويفتح أمامه قراءاتٍ متعددة، تزيد من فهم النص واستيعاب محتواه.