
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الوجادات اللغوية في تاج العروس للزبيدي ( ت 1205هـ )
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الوجادات اللغوية في تاج العروس للزبيدي ( ت 1205هـ )
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (الوجادات اللغوية في تاج العروس للزبيدي ( ت 1205هـ ) .
هدفت الدراسة التي قدمها الطالب علي سليمان محمود ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور حسين إبراهيم مبارك ، الى التعرف على الوجادات اللغوية في تاج العروس للزبيدي ( ت 1205هـ ) .
توصلت الدراسة إلى تعدّدت تعريفات أئمّة الحديث وعلماء اصطلاحه لـ (الوِجادة)، وهي في مجملها تدور حول الفكرة نفسها، وهي في مجملها تعريفات عمليّة، بمعنى أنّها عرَّفت الوِجادة ببيان صورتها أو التمثيل لها دونما تطرُّقٍ إلى حقيقتِها، أو محاولةِ وضع حدٍّ لها جامعٍ مانع، لم يقتصر استعمالُ الوِجادة بوصفها طريقًا مِن طرق الأخْذِ والتحمّل على علم الحديث، بل استُعمِلت في علوم أُخرى، وهي بطبيعة الحال تختلف في خصوصيّاتها وطريقةِ تعاملِها مع هذا المصطلح، ممّا يستدعي ذلك صياغةَ تعريف خاصّ للمصطلح في كلّ مجال مِن تلك المجالات؛ ولهذا حاولْنا أن نصيغَ حدًّا للوِجادة اللغويّة يراعي خصوصيّة هذا المجال، ويَحترز فيه عن التعريفات الخاصّة بالمحدِّثينَ وغيرِهم، وليس أيّ نقلٍ مِن الكُتُبِ ينطبق عليه مفهومُ الوِجادة، إذ إنّ الوِجادةَ والوِجادةَ اللغويّة على وجه الخصوص هو النقلُ مِنَ الكُتُبِ بطريقة أداءٍ مخصوصة.
أكدت الدراسة إن البدايات الحقيقيّة لشيوع استعمال الوِجادة على المستوى اللغوي تَرجعُ إلى مطلع القرن الرابع الهجري في الوقت الذي بدأ فيه علماء الحديث بالتأصيل والتنظير لهذا المصطلح. وقد تفاوتت أشكالُ الوِجادة بين ما كان منها بخطّ مؤلِّفها، وما لم يكن كذلك، وما هي مقرونةٌ بالإجازة ممّا هي مجرَّدة عنها، وعلى هذا الأساس قسَّمَ العلماءُ الوِجادةَ إلى أكثر مِن نوع وأكثر مِن صورة، ولكلّ منها طرائق أداءٍ معيَّنة، و تباينت مواقف العلماء مِنَ الوِجادة، واختلفت آراؤهم في شأنها، وهذا التباين والاختلاف يمكن ردُّه إلى تباين خصوصيّاتِ العلومِ التي تتعاملُ مع هذا المصطلح مِن جهة، وتعدُّدِ صورِ الوِجادة وأشكالها مِن جهة أُخرى، وقد كان موقفُ اللغويّينَ منها موقفًا مرحليًّا، بمعنى أنّه كان موقفًا متشدِّدًا في بادئ الأمر، ولكن سرعان ما استسلم هذا الموقف لواقع الحال الذي فرضَهُ شيوعُ هذه الظاهرة في القرون المتعاقبة.
أشارت الدراسة إلى إن صيغُ الأداءِ بالوِجادة في تاج العَروس، تعدّدت وكثرت كثرة الوِجادات الواردة فيه، إلّا أنّ أشهرُها تداولًا وأكثرها إفصاحًا عن الوِجادة ثلاث صِيغٍ، وهي: (وجدتُ)، و(قرأتُ)، و(رأيتُ)، وهناك صِيغٌ أُخرى، إلّا أنّها أقلّ إفصاحًا عنها، ولا يمكن التعويل عليها بمعزل عن القرائن السياقيّة الدالّة على الوِجادة. وقد اتّخذَ العرضُ بالوِجادة بالنظر إلى عناصر الأداء بها في أنفسها أو مع بعضها مجتمعة عدّة صور وأشكال، وعلى أساس ذلك صنّفنا الوِجادات إلى عدّة تصنيفات، وظهرَ الزَّبيديُّ محقِّقًا بارعًا، فهو لا يكتفي بنسخة واحدة مِنَ كلّ كتاب، بل يجمع عدّة نسخ مِنَ الكتاب الواحد ويقابل بينها ليخرج بمادّة صحيحة بعد البحثِ والمقابلة، وهو أكثر ما يستعمل هذا الأسلوب مع مصادره الأساسيّة المتمثّلة بكُتُب اللغة والمعجمات.