
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش السيرة النبوية في كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين بن الأثير (ت: 606هـ /1209م)
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (السيرة النبوية في كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين بن الأثير (ت: 606هـ /1209م) ) .
هدفت الدراسة التي قدمها الطالب محمد عيان دان, واشرف عليها الأستاذ الدكتور أحمد مطر خضير ، إلى تسليط الضوء على منهاج المحدثين من أصحاب غريب الحديث ومواردهم في إيراد الأحداث التاريخية للسيرة النبوية، والذي اقتصرت فيها على كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين بن الأثير – أنموذجا .
وضحت الدراسة ان كتاب (النهاية في غريب الحديث والأثر) كاد يغطي أبرز أحداث سيرة الرسول (ص) بما تضمنه من مادة علمية غزيرة, كما يعد من المراجع اللغوية التي كان لها الأثر في رفد واغناء المعاجم العربية بمادتها الغزيرة وخير شاهد في ذلك ابن منظور في كتابه (لسان العرب), كما يمكن يعد الكتاب مصدراً مهماً في الجغرافية والبلدان يعلو أهمية حتى ان ياقوت الحموي صاحب (معجم البلدان) ينقل الكثير عنه، بل تجاوز ذلك بأن نقل عنه سماعاً في قوله (قال لي ابن الأثير)، لذا يعد مصدراً ثرياً في التعريف بالمواضع والبلدان .
أكدت الدراسة إن مجد الدين بن الأثير (ت: 606هـ) يُعد أشهر علماء عصره ذكراً، وأكبر النبلاء قدراً، وأحد الأفاضل المشار اليهم، وفرد الأماثل المعتمد في الأمور عليهم. بهذا الوصف وصفه علماء عصره ومنهم ابن خلكان (ت: 681هـ), كما وتتلمذ مجد الدين بن الأثير على يد أعظم وأجل علماء عصره، وأخذ عن كل منهم علمه سماعاً او اجازة، حتى عرف بعلمه وفضله، يغشاه الناس لفضله وعلمه، ويقصده العلماء، ويفد إليه السلاطين والأمراء، يقتبسون من علمه، وينهلون من فيضه، كل ذلك بفضل الحركة العلمية التي شهدتها الموصل على عهد ملوك الأتابكة الذين دأبوا على العناية بالعلم والعلماء والمنشآت العلمية من كتاتيب ومدارس ودور الحديث وخانقاوات.
وأشارت الدراسة إلى أن كتاب (النهاية في غريب الحديث والأثر) يعد من أشهر ما صنف في غريب الحديث، وهو ثمار جهود العلماء قبل مجد الدين بن الأثير، إلى جانب جهد مجد الدين بن الأثير الكبير وعلمه الغزير، فبعد أن ترسم خطى كتابي (الغريبين) للهروي و(المجموع المغيث) لأبي موسى المريني يلحظ مجد الدين بن الأثير ان الكتابين “قد فاتهما الكثير الوافر” ويقول: “فأضفت ما عثرت عليه من الغرائب في كتب الغرائب الى كتابيهما في حروفها مع نظائرها وقد أسميته النهاية في غريب الحديث والأثر” وكان بحق النهاية في هذا الفن .


