
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش السيرة النبوية في العهد المكي من خلال تفسير الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (السيرة النبوية في العهد المكي من خلال تفسير الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي ( ت 427هـ/ 1036م ) دراسة تحليلية نقدية ) .
هدفت الدراسة التي قدمها الطالب علي رشيد عبد القادر علي ، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتورة غصون عبد صالح ، إلى التعرف على السيرة النبوية في العهد المكي من خلال تفسير الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي .
توصلت الدراسة إلى أن الثعلبي يعد من أهم علماء عصره ، فهو عالم موسوعي متبحر في كثير من العلوم والفنون المتنوعة ، ونال شهرة واسعة من خلال تصانيفه ولاسيما كتاب(الكشف والبيان عن تفسير القرآن) بما احتواه من الأخبار التي سلطت الضوء على التاريخ الاسلامي وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بالسيرة النبوية، وقد افاد العلماء الذين جاؤوا من بعده من المفسرين وغيرهم من تفسيره وأولوه بعناية خاصة، لم تكن روايات الثعلبي عن السيرة النبوية بعيدة عن روايات المصادر المتقدمة وإنما كانت موافقة لها مع الاختلاف اليسير فيها، فمنها ما جاء مقتضباً أحياناً ومسهباً أحياناً اخرى ، علماً أن الثعلبي قد أنفرد في بعض الروايات التي لم نجدها في المصادر الأخرى، وقد أهتم الثعلبي بسلسلة الاسناد كثيراً ؛ وهذا بحد ذاته يمثل أهمية كبرى لتوثيق مروياته التاريخية ، فضلا عن ذلك أن أغلب مروياته كانت من كتب المفسرين الذين سبقوه والتي ذكرها بأسنادها الى مؤلفيها واكثر هذه الكتب في حكم المفقود ، وبالتالي نجد ان هذه النصوص رفعت من مكانة الكتاب العلمية ؛ لأنه حفظ لنا ما جاء فيها من علوم شتى.
أكدت الدراسة أن من خلال مقارنة رواية الثعلبي المتعلقة بوفادة قريش الى الحبشة مع المصادر الأخرى ، ترجح للباحث أن تاريخ الوفادة كان قبل الهجرة الى المدينة وليس كما أشار الثعلبي أنها كانت بعد غزوة بدر، وان قصة الغرانيق قصة باطلة وموضوعة ولا يجوز الاحتجاج بها لذلك انكرها الكثير من العلماء، وأن رحلة الأسراء والمعراج كانت بجسد وروح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقظة لا مناماً من مكة إلى بيت المقدس ، ومن ثم إلى السموات العلا والعودة الى مكة، وان سرعة استجابة الانصار لدعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم) بسبب ان أهل المدينة كانت لهم معرفة بأخبار الرسالات السماوية وعن صفات وعلامات النبي الموعود في آخر الزمان من خلال تعايشهما مع أهل الكتاب من اليهود ، وكان ذلك بالتأكيد قد شغل حيزاً من تفكيرهم على عكس قريش التي لم تكن لها معرفة بأخبار الرسالات والانبياء إلا أخبار متفرقة لا ترتقي بما كانت تعلمه الأوس والخزرج ، وهنا كانت حكمة الله سبحانه ان يخدم اعداء الدين ( اليهود) هذه الرسالة العظيمة دون قصد أو دراية .


