
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش المقامات المشرقية في دراسة المحدثين – دراسة في نقد النقد
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش المقامات المشرقية في دراسة المحدثين – دراسة في نقد النقد
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (المقامات المشرقية في دراسة المحدثين – دراسة في نقد النقد) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة أفراح محمد جمعة ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور لؤي صيهود التميمي ، إلى البحث عن المنجزات النقديّة، التي درست المقامات، من خلال الاستعانة بالمناهج الحديثة من مناهج سياقية (تاريخيّة ــ اجتماعيّة ــ نفسيّة)، ومناهج نصّية (أسلوبيّة ــ بنيويّة ــ سيميائيّة)، و مناهج ما بعد النصّية (قراءة وتلقّي ــ تأويليّة ــ ثقافيّة)، ولمَّ شَتاتِ تلك الدراسات المتفرّقة، وعرضها وتحليلها ونقدها، إنْ وُجِدَ فيها لَبْسٌ أو إشكاليّة.
توصلت الدراسة إلى إنّ التنوّع الذي جاءت بهِ المقامات اِشتمل على مواضيع عدّة، فمثلًا نجد صورة الهجاء المُقذِع وعِبارات الشتم الشائعة في ذلك العصر، كما نجد التصوير الفنّي الرائع، الذي يذهب إليه الأدباء والشعراء، وهذا ما دفع النقّاد إلى الكتابة عن سرد هذه المقامات، ومن هذه النقطة توجّب حُضور مُراقبة نقدية للمُنجز النقدي الصادر حولَ المقامة، فكان التتبّع النقدي لها دورٌ حول نقد المقامة مثمرًا لنتائج ترصد التمايز والتغاير بين الآراء النقدية، ناهيك عن تبيّن نقاط التقدّم الذي ظهر من خلال تتبّع المناهج النقديّة، بدءًا من السياقيّة، وانتهاءً بالثقافية.
تبيّن في تتبّع النقد والمناهج النقدية للمقامات ضرورة إعادة النظر في التراث النقدي المقامي؛ كونها أثارت منذ نشأتها الكثير من الجدل، واستدعت من الآراء المتناقضة ما لا يُمكن حصره في إطار مُعيّن أو قصره على مجال دون غيره، لذلك كان لزامًا علينا، وبغاية التوصّل إلى آراء علميّة موثوقة، أكثر اِلتصاقًا بالحقائق الإبداعية للمقامة أن تعيد ملامسة تلك القضايا، ملتزمين الموقف النقدي ما أمكن، معتمدين الوصف والمقارنة والاستنتاج، كلّ هذه الأمور جعلت الباحثين يُعيدون قراءتهم للتراث العربي القديم، برؤية جديدة، تختلف عن الرؤى الكلاسيكيّة (التقليدية)، وجعلتهم يتعمّقون أكثر في هذا الإرث الحضاري المُتميّز.
وضحت الدراسة إنّ المناهج السياقيّة تسعى دائمًا إلى البحث عن تفسير نقديّ عِلمي، يتمحور حول نشأة الأعمال الأدبيّة، ويُرجع تلك الأعمال إلى أصولها التاريخية، أو النفسيّة، أو الاجتماعيّة، ولكن المناهج النصّية تختلف في بحثها النقدي، والذي يكون مبنيٌّ على أُسس علميّة، تكون بعيدة عن ظروف النشأة، والظروف المحيطة بالنصّ، أي إنّها تهتمّ بالنصّ من الداخل عبر تفكيك مُكوّناتها النصيّة الداخليّة، وإنّ الدراسات السرديّة التي تطرّق لها البحث حول المقامات الأدبيّة، وتطوّرت فلم تعُد تقتصر على المتن في حدّ ذاته، بل توسّعت إلى العتبات النصيّة، وإنّ المقامات الأندلسيّة نشأت بعد نشأة المقامات المشرقيّة، وكان من الطبيعيّ أن تنتهج المقامة الأندلسيّة نهج المقامة المشرقيّة، وإنّ نقد النقد مجالٌ واسعٌ، يلتقي فيه الجانب النظري مع الجانب التطبيقيّ، وإنّه لن تتّضح ملامحه في الساحة النقدية خاصّة فيما يتعلّق بالمنهج والإجراءات والآليّات، ويُعدّ هذا المُصطلح حديثًا، وهو من تداعيات الحداثة في العالم العربي.






