كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الاستدلال النحوي عند إبراهيم بن موسى الأبناسي ت802هـ في كتابه الدرة المضيئة في شرح الألفية
كتب/ إعلام الكلية : ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (الاستدلال النحوي عند إبراهيم بن موسى الأبناسي ت802هـ في كتابه الدرة المضيئة في شرح الألفية) .هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة علياء حسن إسماعيل محمد ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور حسين إبراهيم مبارك، الى التعرف على الاستدلال النحوي عند إبراهيم بن موسى الأبناسي في كتابه الدرة المضيئة في شرح الألفية.توصلت الدراسة إلى أنَّ الأبناسي بنى درته على مصادر متعددة إلا أنَّ حضور سيبويه وكتابه كان الأبرز في درته فقد وافقه أغلب ما ذهب إليه ونقل عنه كثيرًا من استدلالاته ولم يحِد عن آرائه إلا فيما ندر، وأنَّ الأبناسي عَوَلَ على السماع كثيرًا في بناء قواعدهِ وأحكامه؛ إذ كان الأصلُ المقدم عنده يؤثره ولا يؤثر غيره عليه، إذ أحتج به على مختلف أنواعه وكان الكلام الفصيح المسموع عند العرب هو مادته الأولى نقلها عن الثقات من النحاة السابقين له.أثبتت الدراسة أنَّ الأبناسي أكثر من الاستدلال بالشواهد القرآنية إذ كانت هذهِ الشواهد ذات حضور واسع في أثناء عرضه لمسائل النحو وأحكامه وسلك في الاستدلال مسالك مختلفة عدة منها اقتصاره عليه دون غيره في الاستدلال في مواضع كثيرة من درته، وإنَّ السمة الأبرز باستدلاله بالشاهد القرآني اقتطاعه موطن الشاهد من الآية وهذا منهجٌ دأب عليه أكثر النحاة؛ لأنَّ الناس في زمانهم كانوا أحفظ منا لكتاب الله فلا يحتاجون إلى مرشدٍ يدلهم على مكان الآية من السورة ومكان السورة من القرآن الكريم ومن فرط عنايته بالشاهد القرآني إيراده عدَّة آيات لصحة المسألة النحوية الواحدة وكان يقدم الشاهد القرآني على ما سِواه من الشواهد الأخرى إلا فيما ندر.بينت الدراسة أنَّ الأبناسي عَدَّ الحديث الشريف أصلًا ثانيًا بعد القرآن الكريم وقراءاته؛ إذ بنى عليه قواعده وأحكامه وهو بذلك يكون موافقًا لابن مالك في الإكثار من الاحتجاج بالحديث الشريف وأستغرب أنَّ أصحاب الطبقات والنحويين لم يذكروه ضمن المجوزين في الاستدلال بالحديث الشريف والملاحظ على منهج الأبناسي في الاستدلال به لم يورده منفردًا وإنَّما يعضدهُ بالشواهد القرآنية والشعرية وكلام العرب ومن عنايته في الاستدلال به أنَّه كان يورده حسمًا لمسألة خلافية وقعت بين النحاة أو إثباتًا لصحة لغة من لغات العرب.أكدت الدراسة أنَّ الأبناسي اكثر من الاستدلال بالشاهد الشعري وعَوَل عليه في إثبات القواعد النحوية وأحكامها إذ استدل بكلام الفصحاء من الشعراء من أصحاب الطبقات الثلاث الأولى الذين اعتمد عليهم النحاة الأوائل في تقعيد القواعد وتأصيل الأصول ولم يستدل بكلام المولدين إلا نادرًا أورده من باب الاستئناس لا الاستدلال وكان كالبصريين في منهجًا في ردَّ الشاذ والنادر والقليل والاستدلال بالكثير الشائع، وكان في أغلب ما أورده من شواهد شعرية لم ينسب البيت إلى قائله، فضلًا عن عنايته بتعدد رواية الشاهد الواحد وتوجيه كل رواية منها توجيهًا نحويًا.