كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش التجريب في القصص القصيرة عند عباس عبد جاسم
/ اعلام الكلية : ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (التجريب في القصص القصيرة عند عباس عبد جاسم) .هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة رغد غازي احمد، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور خالد علي ياس، إلى التعرف على الكيفية التي يتشكل فيها التجريب في أدب القصصي ، والكيفية في صياغة الأسلوب الذي وظف به القاص تقانات التجريب في النص، وطريقته في استدعاء تلك النصوص وإدخالها في البنية التشكيلية أو النسيج اللفظي لقصصه، وكذلك طريقة تعامله مع هذه التقانات المختلفة التي قد تشارك في سرد حدث معين، بشكل متقاطع أو متناقض، وآليته في الاختيار والترجيح بينها .توصلت الدراسة إلى أن التجريب القصصي يستند إلى فكرةٍ تلح على ذهن القاصّ؛ ليكتبها، وقد تكون الفكرة مستقاةً من الواقع، أو من خبرات القاصّ، وقد تكون من محضّ خياله، ومع الكتابة تتجسد العناصر القصصيّة جنبًا إلى جنب؛ لتحمل كلّ منها رسالةً ومغزى، قد تكمل النصّ، أو قد توازيه، أو تبتعد عنه؛ لتحمل إشاراتٍ أكثر عمقًا، والقصّة القصيرة هي أشدُّ الأجناس الأدبيّة صلةً بالواقع؛ إذ انفتحت على ما هو تاريخيّ واجتماعيّ وثقافيّ وسياسيّ، فالتجريب يقوم على زحزحة السائد والمعتاد في الخطابات والمستويات اللّغوية؛ إذ تذهب لغة القصّة التجريبية إلى كونها وسيلة وغاية معًا، فتحمل رموزًا ودلالات وتبتكر أساليبًا، ومن هنا لم يعد المبدع مهتمًا بالحفاظ على ارتباط الكلمة بجذرها المعجمي دلاليّا بقدر اهتمامه بجذرها الاجتماعي والسياقي عندما مال إلى استعمال لغةٍ حيّة بالدلالة، تعبر عن المقصود من غير تكلّفٍ أو تعقيد، وقد أسهم (عبّاس عبد جاسم) ــ كما رأينا ــ في انعطافاتٍ مهمةٍ في فن القصّة، ويعد من أولئك الذين انتهجوا مسار التجريب، حيث اتّبع أسلوبا جديدًا تجاوز من خلاله الشّكل التّقليديّ، وتمّ ذلك من خلال العديد من المسارات، كما وظّف الجوّ الصوفيّ الشفّاف، الذي يفيض بالصفاء، وتفنّن في تصوير ملامحه، واستعار ألفاظه من المعجم الصوفيّ. أكدت الدراسة الى أن القاصّ (عبّاس عبد جاسم) قد اتجه إلى تطويع اللّغة بوساطة توظيف الاستعارات والتشبيهات والمجاز والتكثيف في الكتابة، فكانت لغته أكثر قدرةً على نقل مشاعره وشعوره بالضياع والشتات, وكانت لغته أكثر قدرةً على التأثير في القارئ؛ فإيحائية اللّغة ورمزيتها، أتاحت للقارئ التوغل داخل الذوات القصصيّة وكشف أوجاعها وهواجسها، كما وقد لجأ إلى تقنية تراسل الفنون أو التداخل الأجناسي التي تندرج ضمن إطار التّجريب من خلال توظيف عناصر الفنّ التّشكيليّ.