كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش العوامل الاقتصادية وأثرها في ظهور الخط العربي عند مملكتي الحيرة والأنباط
كتب/ إعلام الكلية :ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (العوامل الاقتصادية وأثرها في ظهور الخط العربي عند مملكتي الحيرة والأنباط) .هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة سهى فاضل عباس ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور شاكر محمود اسماعيل ، إلى التعرف على أثر العوامل الاقتصادية في ظهور الخط العربي عند مملكتي الحيرة والأنباط .توصلت الدراسة إلى أن لظهور خطوط الكتابات الاولى لاسيما ( المسمارية والهيروغليفية) واللذان يمثلان المرحلة الاولى التي مرت بها العملية الكتابية أثٌر واضٌح في وصول الكتابة الى الأبجدية المعروفة وجعلها وسيلة للتدوين وحفظ العلوم والمعارف الآن، وقد عرف العرب الخط والكتابة قديمًا ونتج عن ذلك ظهور لهجات عدة التي (تطورت اصلًا من الخط المسماري ومن ثم الخط الأبجدي الآرامي)، مما انعكس على نشأة الخط العربي الابجدي وتبلورهِ، وأسهم موقع مملكتي الحيرة والأنباط في استقطاب السكان وتكوين كيان سياسي مستقل وأصبح لهم الدور البارز في نشر الحضارة العربية وتعلم الخط والكتابة من خلال ممارسة نشاطهم الاقتصادي.بينت الدراسة أنَّ المعالم الحضارية في مملكتي الحيرة والأنباط امتازت بالجودة والانتقاء من فنون الحضارات القديمة والتأثر بالمعالم الحضارية لاسيما في بناء القصور والقبور المجوبة والمعابد والزخارف، عُني ملوك الحيرة ببناء القصور واتخاذها محافلاً يتبارى فيها الشعراء ويثنون على بانيها، وببناء الاديرة لتنصر ملوكهم واتخاذها مراكز ثقافية وترفيهية ، أمّا مملكة الانباط فقد امتازت بعمائرها المنحوتة في الصخر والمناور الصخرية، فأصبحت بذلك مراكز ثقافية متقدمة اسهمت بازدهار اللغة والكتابة فيهما، وقد أصبحت الحيرة مركزًا علميًا مهمًا في شتى مجالات الطب والترجمة والعلوم الأخرى وملتقى الأدباء العرب في عصر قبل الاسلام فالبعض ينسب اليها الخط الحيري والذي يعد اساساً للخط العربي ولا سيما الكوفي مما جعلها تصل الى مرحلة الازدهار العلمي في جوانب الفنون والعلوم المختلفة.وضحت الدراسة أن للمبادلات التجارية والاسواق أثرا مهما في استخدام وتطور الخط العربي لدى اهل الحيرة ، وذلك من خلال انواع التبادل بالعملات وكتابة عقود البيع والشراء واعداد الحيوانات ، فضلاً عن التعاملات المصرفية وغيرها ما استدعى حاجتهم للخط والتدوين، وإنَّ للعلاقات التجارية لمملكة الأنباط مع مناطق بلاد الشام المختلفة من جهة ومع مناطق جنوب ووسط شبه الجزيرة العربية اثرًا واضحًا في استخدام الخط النبطي أولاً والذي تطور عنه استخدام الخط العربي في معاملاتهم وتجاراتهم.