
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش آراء أبي علي الفارسي ( ت377هـ) في كتب إعراب القرآن حتى نهاية القرن العاشر الهجري
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش آراء أبي علي الفارسي ( ت377هـ) في كتب إعراب القرآن حتى نهاية القرن العاشر الهجري
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (آراء أبي علي الفارسي ( ت377هـ) في كتب إعراب القرآن حتى نهاية القرن العاشر الهجري ) .
هدفت الدراسة التي قدمها الطالب عامر خميس الجواد ، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور نوفل اسماعيل صالح ، إلى التعرف على الآراء التي نقلها المعربون من آراء أبي علي الفارسي في مصنفاتهم .
توصلت الدراسة إلى تفاوت نقلُ أصحاب كتب إعراب القُرآن لآراء أبي عليّ الفارسيّ؛ فمنهم من أكثرَ النقل عنهُ كالباقوليّ والهمذانيّ، ومنهم قليل ما ينقل عنه، كَمكيّ القيسيّ، والأصبهاني، وأبو البركات الأنباريّ، والسفاقسيّ، وزكريا الأنصاريّ، وتوسط بعضهم كالعكبريّ، وابن الأحنف اليمني، بين أولئك وهؤلاء، وقد وجدنا بعض المعربين لم ينقل رأيًا عن الفارسيّ البتة وهما الخطيب التبريزي، وابن هشام الأنصاريّ. وقد تفاوتت طرق نقل المعربين عنهُ؛ فمنهم من عمد إلى نصوص الفارسيّ، فنقلها عن مصادرها كما هي من غير تغيير، ومنهم من تصرف في عبارة الفارسيّ، فنقلها بأسلوبه وطريقته الخاص مع العناية برأي الفارسيّ في هذه المسألة أو تلك ومنهم من كان ينقل عنه بالواسطة أي عن طريق تلامذته الذين عُنوا بآرائه، ولا شَكَّ أَنَّ ابن جنيّ كان من أكثر تلامذته الذين نقلوا عنهُ، ولا نغفل أَنَّ طريقتهم هذه بالنقل عنه كانت أقلّ من سابقيها، أعني النقل بالمعنى والنقل بالتصرّف.
وبينت الدراسة إن الباقوليّ كان من أكثر المعربين اعتراضًا على آراء أبي عليّ الفارسيّ، ولاسِيَّمَا أَنَّهُ كان مخالفًا لما ذهب إليه سيبويه ومتقدمو البصريين، أَمَّا بقية المعربين فكتفوا بنقل آرائه من غير التعقيب عليها بالقبول أو الرد. وأكد الباحث أَنَّ لأبي عليّ الفارسيّ آراء نحويّة تفرّد بها عن النحاة الذين سبقوه، وقد أشار إليها المعربون، وفي طليعتهم أبو البقاء العكبريّ ومنها مذهبه في أَنْ ليس في الكلام منادى محذوف في قوله تعالى:(يا لَيْتَنِي) ، وَأَنَّ دخول الياء على غير الأسماء إِنَّما هو للتنبيه لا على تقدير منادى محذوف لما ذهب إليه أكثر النحاة. وكانت لأبي عليّ الفارسيّ عناية بمظاهر الحذف في القُرآن بنوعيه الجائز والواجب، ولم تكن عنايته مقتصرة على بيان المحذوف فحسب، وإِنَّما يتعدى ذلك ليبين الدلالات المترتبة على هذا الأسلوب.
اثبت الدراسة أَنَّ لأبي عليّ الفارسيّ آراء تفرد بها عن غيره فيما يتعلّق بالمنصوبات وقد تعرض لها المعربون وتبنوا آراءه ورجحوها على غيرها؛ لكونها مبنية على الأدلة العقلية المستنبطة من استقراءه للنحو العربيّ وأصوله التي يُبنى عليها, وأَنَّ أبا عليّ الفارسيّ شديد التمسك بآراء سيبويه والاستدلال بها يؤيده في كُلّ ما ذهب إليه، ولم أجد أَنَّهُ خالفه ولو في موضع واحد، أَمَّا إذا تعارض رأيه مع رأي غيره من النحاة فقد وجدنا أبا عليّ يرجح كفة سيبويه. وأَنَّ أبا عليّ الفارسيّ كان بصري المذهب متمسكًا بآرائهم مدافعًا عنها، وقد اعتمد في فكره النحويّ على المنهج البصري في التأصيل والتقعيد.