كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش أسوار المدن في العصر العباسي ( 13-656هـ / 749-1258) – دراسة تاريخية وحضارية
كتب/ إعلام الكلية:
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (أسوار المدن في العصر العباسي ( 132-656هـ / 749-1258 9 – دراسة تاريخية وحضارية ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة عائشة مهدي عدنان، واشرف عليها الأستاذ الدكتورة ندى موسى عباس ، إلى التعرف على أسوار المدن في العصر العباسي .
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة كان من أبرزها إن التأكيد على التسمية العربية للسور ، بدليل ذكرها لفظا ومعنى ومفهوماً في القرآن الكريم بمواضع عدة ، وهناك أسباب عدة لزيادة عدد المدن المسورة في العصر العباسي ، واستمرار ظاهرة بناء اسوار المدن حتى بعد زوال الدولة العباسية ، ومنها العامل العسكري، إذ إن وعي سكان المدن في العصر العباسي ، بأهمية وضرورة أسوار مدنهم تماما كما كان حكامهم يدركون ذلك ، إزاء ضعف الأمن واختلاله بكل الأصقاع والأقاليم ، واتساع رقعة الإمبراطورية الإسلامية في العصر العباسي ، وظهور الدويلات المتنافسة والقوى المتصارعة سياسيا وعقائدياً ، واشتداد التهديدات العسكرية للمدن منها التهديدات الداخلية (الخوارج ، الفتن بين القبائل والمذاهب ، تعدد مسميات الخلفاء العباسي بالمشرق الفاطمي في المغرب الأموي في الأندلس) ، ومنها تهديدات ومخاطر خارجية (الحروب الصليبية) .
وضحت الدراسة إن الأسوار أخذت تقليد البناء بالنمط القديم (الكلاسيكي) في العصر العباسي ؛ فلم يتغير هذا النمط لا في شكله ولا في مواد بنائه، وقد يضطر الحكام الى بناء الأسوار من اللبن والآجر مع توفر الأحجار والصخور بسبب العجلة وللسرعة في البناء ، خشية من مداهمة الأعداء ، وهو ما حدث في بعض مدن المغرب الإسلامي مثل القيروان والمهدية ، وفي مصر مثل القاهرة ، ولوحظ الحس الأمني لدى سكان المدن في العصر العباسي ، في مطالبتهم ان يكون لمدينتهم سور يحميهم ويحميها ، ولذا فهم لم يبخلوا بالتبرع بالأموال والعمل التطوعي فضلا عن الخلفاء ، والولاة ، والأمراء ، والقادة العسكريين . حتى ان اسوار عدة كانت قد سميت بأسماء بانيها فهذه اسوار بغداد قد سميت على سبيل المثال بــ سور الخليفة المستظهر ، وسور الخليفة المسترشد ، وسور الخليفة المستعين ، وسور المعتضد في البصرة للمعتضد ، وسور صلاح الدين في الإسكندرية وسور جوهر وسور بدر الجمالي وسور قراقوش في القاهرة ، وسور زنكي في الموصل وغيرها كثير .
بينت الدراسة إن الاعتناء المعماري بأسوار المدن بالعصر العباسي بكل جزئية منها ، لتؤدي وظيفتها الدفاعية ضمن منظومة متكاملة من وظائف الدفاع والأمن الخاص بالمدينة بدءً بالقاعدة حتى البدن حتى الأبراج والمزاغل والشرفات والأبواب، وقد كانت الابواب اول جزء يقابله الداخل الى المدينة ، وقد وضعت له قوانين متعارف عليها في فتحه وإغلاقه ، وأساليب متنوعة في أشكاله وتحصينه، ومن أهم اسباب زيادة عدد الأسوار للمدينة الواحدة ، هو السبب المعماري ؛ اذ قد يتوسع العمران الى خارج السور، فإذا كان بهيئة سوق فإنه يطلب من الافراد انتقالهم بسوقهم الى داخل السور ، وإذا كان العمران على هيئة أرباض (أحياء) واسعة ؛ عندها تكون الحاجة الأمنية ضرورة وملحة لبناء سور آخر ، وإلحاقه بشكل متوازي ومناظر للسور القديم .