
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش أسلوبية النثر في رسائل ابن زيدون
كتب / اعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ ( أسلوبية النثر في رسائل ابن زيدون) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة لواء طاهر كامل, واشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور علاء حسين عليوي، إلى التعرف على أسلوبية النثر في رسائل ابن زيدون .
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة كان من أبرزها أن ابن زيدون كان يختتم بالوصف والتحيّة، فقد وجدنا أنه كان يتعمد الاختتام بهذا الأسلوب كون الاختتام هو آخر ما يعلق في ذهن المتلقي ، وأن الاختتام بالشعر له ميزة خاصة، فكثيرا ما حرص الأدباء على هذا الأسلوب، ولكن في الأسلوب النثري، يكون له أثر كبير، كما تكرر أسلوب الاستفهام، ومنه الاستفهام بـ (هل)، يشير إلى وجود صورة ذهنية في ذهن المخاطب، ففائدة الاستفهام هنا لتصديق وثبوت تلك الصورة، وخرجت إلى تعبير، آخر هو معنى التقرير وتوكيد الخطاب، في الذم وبيان المثلبة، وكذلك الاستفهام بـ (كيف) لبيان الحال، وإن خرجت، خرجت للتعجب، ففائدة فالاستفهام الكشف عن الدلالة الأصلية، وشد الصورة الذهنية لدى المتلقّي، على وفق توليد الدلالات الإضافية، وتكثيف فاعليتها في ذهنه.
وضحت الدراسة أن كثيرا ما كان يستخدم الاستهلال بأنواعه ومنه الاستهلال بالنداء، إذ يُعدّ من الابتداءات، التي برزت في رسائله، فيبتدأ رسالته بأداة النداء(يا) فالغرض من الاستهلال وهو التنبيه، وذلك لتوقير المُخاطب، ومن الاستهلال كذلك الاستهلال بالدعاء، فكان يبتدأ بالدعاء ،كي يمهد الى مدح المعتضد بن عبّاد، وذكر خصاله ، ومنها الافعال والاقوال الكريمة والطباع التي يتحلّى بها، فكانت سمه بارزه في استهلالاته. أما الاستهلال بالوصف، فكان أيضاً سمة مميّزة، يمكن دراستها، وفقاً لآليات المنهج الأسلوبي، فالاستهلال بالوصف أحد مواضيع البلاغة المهمة، للتعبير عن بلاغة النصّ, كذلك لم نجد الأديب يستخدم الاستهلال بالحمد او القران الكريم أو استهلال بالشعر,
كشفت الدراسة إن ابن زيدون استعمال الاختتام بالسلام والتعظيم، إذ أهمّية الخاتمة تكون كالفاتحة أو الاستهلال، ومن الاختتام أنْ ما ختم به رسالته بالدعاء، وهذا مما امتازت به الرسائل، إبّان العصر الاندلسي والعباسي، فرصدنا ذلك الأسلوب في الرسالة العامرية، فكانت الغاية هي التهكّم والسُخرية، فأن السخرية تكمن بعبارة المصاب بعقله من طيش وسفاهة، وعدم تقدير الأمور مع نعته بالفحش, ولم يهمل ابن زيدون الاستعطاف ، فقد تجلى كثيراً في اسلوبه، كونه مفهوماً يشير الى معان عديدة، يمكن تحديدها، حسب سياق الجملة، فقد يعطي معنى الاستعطاف، والاسترحام وظهور الوهن والخضوع .


